أبو البقاء الرندي

أبو البقاء الرندي

محتويات
  • ١ أبو البقاء الرندي
    • ١.١ قصيدة رثاء الأندلس
    • ١.٢ وفاة أبو البقاء الرندي
  • ٢ شعراء الأندلس
أبو البقاء الرندي

أبو البقاء الرندي هو صالح بن يزيد بن موسى بن أبي القاسم بن علي بن شريف الرندي الأندلسي، وُلد في عام 601 للهجرة، في مدينة رندة قرب الجزيرة الخضراء في الأندلس وقد نُسب إليها، وكان يُكنى بأبي الطيب وأبي البقاء؛ حيث اشتهر في المشرق العربي بكُنية أبي البقاء، وعُرف عنه بأنه من حفظة الحديث ومن الفقهاء، كما أنه اشتهر ببراعته اللغوية؛ حيث نظم في النثر والشعر، فبرع في الوصف والغزل والزهد والمدح، ولا بدّ من الإشارة إلى أنه اتصل ببلاط سلاطين بني النصر عامةً وببلاط السلطان ابن الأحمر خاصةَ، فكان يتردد عليهم ويمدحهم، لينال جوائزهم، وكان يتردد على مجالس علمائهم، ويختلط بشعرائهم.

قصيدة رثاء الأندلس

تراجعت قوة المسلمين في نهاية حكمهم لبلاد الأندلس، ونتج عن ذلك سقوط بعض المدن الإسلامية في يد الفرنجة، بالإضافة إلى تعرض البلاد كل يوم لغارات الأعداء دون وجود قوة إسلامية تردعهم، وأدرك الأدباء والشعراء هول المصاب، فانطلقوا يصورون النهاية المتوقعة، ومن بين هؤلاء الشعراء أبي البقاء الرندي الذي شهد سقوط قرطبة وبلنسية ودانية وشاطبة وجيان واشبيلية ومرسية، حيث لم يتبق في يد المسلمين من الأندلس الكبرى سوى مملكة غرناطة التي تحتوي على بضع قواعد أندلسية صغيرة مثل: رندة وبسطة والحامة والجزيرة الخضراء ومالقة، فنظم قصيدة رثاء الأندلس التي تعتبر من أشهر قصائده على الإطلاق، وقد نظمها ليستنصر أهل العدوة الإفريقية من المرينيين عندما أخذ ابن الأحمر أول سلاطين غرناطة في التنازل عن عدد من القلاع والمدن لصالح الإسبان من أجل إرضائهم، أملاً منه في البقاء في حكمه غير المستقر في غرناطة، وقد عُرفت القصيدة أيضاً باسم مرثية الأندلس، وقد تأثر أبو البقاء في هذه القصيدة بنونية البستي التي مطلعها "زيادة المرء في دنياه نقصان"، والتي تشبه أبيات قصيدته التي يقول فيها:

لِـكُلِّ شَـيءٍ إِذا مـا تَمّ نُقصان

فَـلا يُـغَرَّ بِـطيبِ العَيشِ إِنسانُ

هِـيَ الأُمُـورُ كَما شاهَدتُها دُوَل

مَـن سَـرّهُ زَمَـن سـاءَتهُ أَزمانُ

دهى الجَزيرَة أَمرٌ لا عَزاء لَهُ

هَوَى لَهُ أُحُدٌ وَاِنهَدَّ ثَهلانُ

وفاة أبو البقاء الرندي

توفي الشاعر أبو البقاء الرندي في عام 684 هـ - 1285م، وكان قد تجاوز الثمانين من العمر، وقد أوصى بأن يُكتب على قبره هذين البيتين:

خليليَّ بالودِّ الذي بيننا اجعلا إذا مت قبر عرضةً للترحُّمِ

عسى مسلم يدنو فيدعو برحمة فإني محتاج لدعوة مسلمِ

شعراء الأندلس

يعتبر العصر الأندلسي من العصور الذهبية في تاريخ العصر الإسلامي؛ حيث اشتهر بالتنوع الفكري والثقافي والأدبي، نتيجة ظهور العديد من العلماء والأدباء الذين ساهموا في نهضة الأمة الإسلامية، ومما لا شك فيه أنّ الشعراء كان لهم دورٌ بارزٌ في هذه النهضة؛ حيث إنهم عبروا عن قضايا العصر من خلال الأشعار، فنظموا في العديد من الأغراض الشعرية مثل: الغزل، والهجاء، والمدح، والرثاء، ولا بدّ من الإشارة إلى أن شعراء الأندلس قد ابتكروا شكل جديد للقصيدة؛ ويعتبر هذا الشكل مغايراً لشكل القصيدة التقليدية، وقد عُرف باسم الموشحات الشعرية، وبرز الكثير من الشعراء الأندلسيين الذين تميزوا بجمال قصدائدهم منهم: ابن زيدون، وابن دراج القسطلي، وأبو البقاء الرندي الذي سنعرفكم عليه في هذا المقال.

المقالات المتعلقة بأبو البقاء الرندي