فاطمة بنت حزام بن خالد بن ربيعة بن عامر بن صعصعة الكلابية، وقيل إنّها ولدت بين عامي الخامس والتاسع من الهجرة، لقبت بأم العباس وباب الحوائج إضافةً إلى لقبها أم البنين، ووالدتها تمامة بنت سهل بن عامر بن كلاب، ووالدها حزام بن ربيعة من أشجع رجال العرب، تزوّجها الخليفة الراشدي علي بن أبي طالب بعد وفاة زوجته فاطمة الزهراء بنت الرسول الكريم، وأنجبت منه أربعة بنين وهم: أبو الفضل العباس، وعبد الله، وجعفر، وعثمان .
ترعرعت أمّ البنين في كنف قبيلةٍ من أشرف القبائل العربية وأكرمها وأشجعها؛ حيث عرف آباؤها بالسيادة والفصاحة بين القبائل العربية، فهي من بيت عريق يتميّز بالكرم والشجاعة والنبوغ، فقد كان أبواها شريفين، وعرفا بالأدب والنباهة والعقل، لذلك تحلّت أم البنين بجمال صفاتها وحرة نفسها، وطهارتها وعفتها، وتميزت بعقلها الرشيد وذكائها الباهر.
أراد علي بن أبي طالب الزواج بعد وفاة فاطمة الزهراء من امرأةٍ حسنة النسب والخلق تلد له من الأبناء الفارس الشجاع، فأشار عليه أخاه عقيل قائلاً له: "أخي، أين أنت عن فاطمة بنت حزام الكلابية، فإنّه ليس في العرب أشجع من آبائها"، وتزوّج علي بن أبي طالب من أم البنين بمهرٍ قيمته خمس مئة درهم .
وعُرفت أم البنين بشدة وفائها لزوجها علي كرم الله وجهه بعد وفاته؛ حيث اعتزلت الزواج على الرّغم من تقدم البعض لخطبتها، وممن تقدم لخطبتها أبو الهياج بن أبي سفيان الحارث، وقابلت طلبه بالرفض القاطع وأكملت حياتها على ذكرى زوجها كرّم الله وجهه.
غلب لقب أم البنين على اسمها لسببين هما:
انتقلت أم البنين إلى رحمة الباري عز وجل في الثالث عشر من جمادى الآخرة سنة 64هـ، ودفنت في منطقة البقيع في المدينة المنورة، بعد سنين قضتها في تقوى الله عز وجل، وعمرٌ عاشته ما بين الطهارة والعفة، وأحزان ذاقتها، وصبر على فراق أبنائها الأربعة في وقت واحد.
المقالات المتعلقة بمن هي أم البنين