الزواج الزواج من سنن الله تعالى في الكون، فمن خلاله يجد الإنسان الاستقرار والقدرة على العبادة، وعن طريقه يمكن إنجاب الأبناء وتحقيق متع الحياة بشكلٍ شرعي، قال تعالى: (وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) [الذاريات: 49] ، وقال: (سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ) [يس: 36] وقد جاء الإسلام محافظاً على حقوق جميع الأطراف في الزواج فبيّن واجبات كل طرف تجاه الآخر، وكان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلّم خير نموذجٍ على الزوج الصالح.
آداب التعامل بين الزوجين يحتاج كل من الزوجين إلى التحلي بآداب التعامل لتحقيق المودة والاستقرار للأسرة، فلا يكفي أن يقوم كلٌّ منهما بواجباته تجاه الآخر فقط، وإنما لا بد من استخدام الأسلوب المناسب، ومن هذه الآداب:
- تحقيق المودة والرحمة، فالعلاقة بين الزوجين تحتاج لأن تكون بعيدةً عن المصالح الشخصيّة والأنانيّة، وإنما قائمة على المودة التي هي أعلى درجات الحب، وترتبط المودة غالباً بطبع الإنسان، إلّا أنها قد تُكتسب بسبب تعامل الشخص المقابل، فكلما كان تعامل الزوجين معاً لطيفاً فإنّ المودة والرحمة تقع في قلْبَيهما.
- تأدية الحقوق المتبادلة، فعندنا يؤدي كلٌّ من الزوجين حق الآخر بحيث لا يشعر أحدهما بتقصير الطرف الآخر فإن الاستقرار والمشاعر الإيجابية تبقى موجودة، فعندما يشعر أحد الطرفين بإهمالٍ من الطرف الآخر فإنه سيشعر بمشاعر سلبية تجاهه.
- التغاضي عن الأخطاء في بعض الأحيان، والتي تظهر بأنها غير مقصودة، ففي بعض الأحيان قد يقع أحد الطرفين تحت ضغوطٍ خارجية تجعله يتصرّف بطريقةٍ غير لائقةٍ؛ مثلاً قد تشعر المرأة بالتعب والإرهاق أو تغيّرٍ في حالتها النفسية بسبب بعض الظروف مما يجعلها عصبيةً بحيث لا تتقبّل أي كلمةٍ من زوجها أو أي شخص آخر، أو العكس قد يتعرّض الزوج لضغوط العمل مما يجعل حالته النفسيّة غير مستقرةٍ، ففي مثل هذه الحالات لا بد من الصبر على الطرف الآخر، ومحاولة التخفيف عنه؛ لأن هذا العارض سيزول بعد فترةٍ قصيرةٍ.
- تحقيق التفاهم، فلا بدّ من أن يكون هناك تفاهم بين الزوحين وحتى وإن كانت هناك اختلافات في البداية فعلى الطرفين الاجتهاد لفهم بعضهما.
- تعلّم فن التعامل مع المشكلات، ومنعها من أخذ حيز كبير ووقت طويل من الحياة، فلا بدّ من أن يكون التنازل هو عنوان التعامل مع المشكلات، فمثلاً عندما يكون أحد الطرفين يتحدث بعصبية يجب على الطرف الآخر التأني في الحديث، وعدم شحن عصبيّة الأول بشكلٍ أكبر، فالذي يشعر بالعصبية يحتاج إلى أن يستمع إليه الطرف الآخر، ثم يمكن لهما النقاش فيما بعد للوصول إلى حل المشكلة.