ويُدعى أبا عليّ الحسين بن عبد الله بن الحسب بن علي بن سينا، وهو أحد العلماء المسلمين وهو عالم وطبيب وفيلسوف، وُلد في أوزبكستان سنة 370 هجرية (980 ميلادية)، وتوفي في إيران ودُفن فيها سنة 427 هجرية (1037 ميلادية) عن عمر يناهز الثامنة والخمسين، وله أكثر من 200 مؤلّف أغلبها في الطبّ والفلسفة، والباقي شمل اللغة والشعر والطب النفسيّ والموسيقى والرياضيات وعلوم الطبيعة، ولكن للأسف فإن أكثر هذه المؤلفات قد ضاع عدا 68 مؤلّفاً منها وأشهرها على الإطلاق كتاب القانون في الطب، وهو الكتاب الذي ظل يُدرّس في جامعات أوروبا المختلفة لعدة قرون.
وقد ظهر نبوغ ابن سينا وحبه للعلم والمعرفة منذ الصغر، وقد حرص أبوه على أن ينهل من جميع العلوم، فتعلم القرآن وحفظه كاملاً وهو لا يزال في العاشرة من عمره، كما تعلم علوم الفقه والدين وعلوم الطب والفلسفة وكذلك الأدب، ويُحكى أنه عندما كان في الثامنة عشر من العمر قام بعلاج أحد السلاطين، فكافأه بإلحاقه ببلاط السلطان، وتم وضع مكتبة القصر تحت تصرفه.
ابن سينا والطبوقد عُرف عن ابن سينا أنه عندما تعلم الطب أخذ يعالج المرضى بالمجان وذلك حُباً منه للخير والعطاء، وقد كان طبيباً ألمعياً واستطاع اكتشاف وتحديد العديد من أسباب الأمراض والعلل، وهو ما لم يستطع فعله العديد من الأطباء الآخرين في عصره أو بعده.
وجمع ابن سينا علومه واكتشافاته في الطب في أشهر كتبه على الإطلاق كتاب "القانون في الطب" وكان مما جاء فيه وصف دقيق لالتهاب السّحايا، وتحديد مسببات اليرقان، ووصف حصى المثانة، واكتشف نوعاً من أنواع الديدان المعوية، وغيرها من العلل والأمراض، وقد تم ترجمة كتبه ومؤلفاته المختلفة في الطب إلى اللاتينية ومجموعة من اللغات الأخرى، وتم تداولها ونشرها في بلدان مختلفة في أوروبا وحول العالم.
ابن سينا والفلسفةوأكثر ما يشتهر فيه هو حديثه عن النفس وماهيتها وأصلها وتعريفها وبرهن على وجودها، وقد تكلم عن نفس الإنسان ونفس الحيوان ونفس النبات وفرّق بينها وعرّفها.
ويعتبر الكثيرون أن فِكر ابن سينا الفلسفي هو عبارة عن امتداد لفكر الفارابي الفلسفي وذلك لما فيها من تشابه، كما يُظَن أنه قد قال بأن الكون أو العالم قديم جداً وأزلي وهو غير مخلوق، كما قال بأن الله تعالى يعلم الكليات وليس الجزئيات، ونفى قيام وعودة الجسد يوم القيامة وقال بقيام الروح فقط، وقد انتقده علماء كثيرون على فكره الفلسفي مثل الغزالي والحنبلي وابن تيمية، وبعضهم قام إلى تكفيره بسبب فلسفته وما كتبته في كتابه "الشفاء"، الذي تحدث فيه عن الإلهيات وعن المنطق.
المقالات المتعلقة ببحث حول ابن سينا