إنّ الزكاة في الذهب واجبة [١]، ومن أدلة وجوبها قوله تعالى في سورة التوبة: (وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ)،[٢] فما جاء التهديد والوعيد الرباني إلا ليدل على ترك واجب[١]، ومن السنة النبوية المطهرة قوله عليه الصلاة والسلام: (ما مِن صاحبِ ذهَبٍ ولا فِضَّةٍ ، لا يؤدِّي منها حقَّها ، إلَّا إذا كان يومُ القيامةِ ، صُفِّحَتْ له صَفائحُ مِن نارٍ ، فأُحْمِيَ عليها في نارِ جهنَّمَ . فيُكوى بها جَنْبُه وجبينُه وظَهْرُه . كلَّما برَدَتْ أُعيدَتْ له . في يومٍ كان مِقدارُه خمسين ألفَ سنةٍ . حتَّى يُقْضى بينَ العِبادِ).[٣]
نصاب زكاة الذهبأجمع أهل العلم على أن الذهب إذا بلغ عشرين مثقالاً، وكانت قيمته مئتي درهم فإنّ الزكاة تكون فيه واجبة.[١]
مقدار زكاة الذهباتفق العلماء على أنّ الذهب إذا بلغ النصاب أخرج منه ربع العشر، لقول النبي عليه الصلاة والسلام: (فِي الرِّقَةِ رُبْعُ الْعُشْرِ)[٤]، كما أجمع العلماء على أنّ في كل ما قيمته مئتا درهم من الذهب خمسة دراهم، وقد روت السيدة عائشة عن النبي الكريم أنه كان يأخذ من كل عشرين ديناراً فأكثر نصف دينار، وإذا بلغت أربعين فدينار واحد.[٥]
شروط زكاة الذهباشترط لزكاة الذهب ما يلي :[١]
قد ذهب عدد من العلماء إلى وجوب الزكاة في حلي المرأة منهم ابن حزم، وأبو حنيفة،[٦] واستدلوا على ذلك بحديث (أتَتِ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم امرأَتانِ في أيديهِما أَساوِرُ من ذهَبٍ فقال لهما رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أتُحِبَّانِ أنْ يُسَوِّرَكما اللهُ يومَ القيامَةِ أَساوِرَ من نارٍ قالَتا لا قال فأدِّيا حقَّ هذا الذي في أيدِيْكما)[٧]، أما بقية علماء المذاهب فقد ذهبوا إلى عدم وجوب إخراج زكاة حلي المرأة مهما بلغ، استنادا إلى ما رواه البيهقي عن الصحابي جابر بن عبد الله الذي سئل عن زكاة الحلي فقال إنّه ليس فيه زكاة ولو زاد عن ألف دينار، كما روى البيهقي كذلك أنّ السيدة أسماء رضي الله عنها كانت تحلي بناتها ولا تزكي حليهن ،[٦] أما ما أعد من الحلي للادخار والكراء أي الإيجار والتجارة، أو الذهب المحرم كالمرأة التي تصنع حلية على شكل حيوان من ذهب وهذا مما يحرم فليس هناك خلاف بين أهل العلم في وجوب الزكاة فيه .[٨]
المراجعالمقالات المتعلقة بالزكاة في الذهب