الدول التي شاركت في الحرب العالمية الأولى

هي حرب عالمية كبرى، نشأت بين جيوش الدول الأوروبية واستمرت لمدة أربع سنوات، حيث بدأت في الثامن والعشرين من يوليو لعام 1914م، وانتهت في الحادي عشر من نوفمبر لعام 1918م، وكان يطلق عليها الحرب العالمية أو الحرب العظمى، لكن تغير هذا المسمّى؛ نظراً لوقوع الحرب العالمية الثانية.

أسفرت هذه الحرب عن خسائر بشرية هائلة تقدر بأكثر من تسعة ملايين مقاتل، كما ازداد معدل إصابات الجرحى بسبب التطور الصناعي للمقاتلين في تلك الفترة، فهي بذلك تعد من أكثر الصراعات التاريخية عنفاً، كما نجم عنها تغييرات سياسية عديدة تمثلت في نشوب العديد من الثورات في دول كثيرة.

شملت الحرب العالمية الأولى أغلب الدول التي تتصف بالقوى العظمى، حيث انقسمت لمجموعتين من الدول المتعارضة، فتضمنت المجموعة الأولى قوات الحلفاء: (الوفاق الثلاثي: أندورا، وأرمينيا، والثوار العرب، وبلجيكيا، وجمهورية الصين، وكوستاريكا، وكوبا، والجمهورية الفرنسية، ومملكة اليونان، وغوانتيمالا، وهوندوراس، ومملكة إيطاليا، وإمبراطورية اليابان، وليبيريا، ومملكة الجبل الأسود، ونيبال، وفانواتو، ونيكاراغوا، وبنما، وجمهورية البرتغال الأولى، ومملكة رومانيا، والإمبراطورية الروسية، ومملكة صربيا، وتايلند، والمملكة المتحدة، وقواة مشاة الأمريكية: إقليم ألاسكا، وإقليم هاواي، والولايات المتحدة، والفلبين، وبيرتو ريكو، وبعض المجموعات العرقية غير المستقلة: الأرمن، والآشوريون، واليونانيون البنطيون، واليهود في فلسطين وبعض العرب).

أمّا المجموعة الثانية والتي تسمى (دول المركز: الإمبراطورية النمساوية المجرية، وجمهورية أذربيجان الديمقراطية، ومملكة بلغاريا، ودولة الدراويش، وألمانيا، والإمبراطورية الألمانية الاستعمارية، وجبل شمر)، وعلى الرغم من أن دولة إيطاليا كانت من ضمن الحلف الثلاثي مع الإمبراطورية الألمانية والنمساوية، إلّا أنها لم تنضم معها في الحرب؛ وذلك بسبب الهجوم الذي شنته الإمبراطورية النمساوية المجريّة ضد قوات الحلفاء.

تشعبت هذه التحالفات وتضخمت حتى شملت دخول العديد من الدول التي شاركت في هذه الحرب، منها: مملكة إيطاليا، واليابان، والولايات المتحدة، والتي انضمت في هجومها لدول الحلف الثلاثي، في حين انضمت الدولة العثمانية ومملكة بلغاريا لدول المركز، حتى وصل عدد العساكر المشاركين في هذه الحرب لأكثر من ستين مليون فرد من الأوروبيين الذي تجهزوا وشنّوا قواتهم لأكبر معركة طاحنة في التاريخ، وفي الوقت الذي شارفت هذه الحرب فيه على النهاية، زال وجود كل من الإمبراطورية الألمانية، والإمبراطورية الروسية، والإمبراطورية النمساوية المجريّة، كما أن الدولة العثمانية انتهت.

بعد أن شهدت العديد من الدول والشعوب هذه الحرب والصراعات المروعة التي هددت استقرارها وأمنها، وتراجعت من جميع النواحي الاقتصادية والتجارية بشكل خاص، تم تشكيل هيئة تسمى عصبة الأمم المتحدة، والتي كانت عصبة لحل الأمن والسلام بين الدول، تفادياً لتكرار حدوث مثل هذا النوع من الحروب، لكنها فشلت في ذلك بسبب إصرار بعض الدول القومية والألمان على الانتقام، لشعورها بأن هذه الحرب قد حطّت من مكانتها أمام الدول، فتشكلت فيها العديد من الأحزاب والتي كان من أبرزها حزب الفاشية، حيث قامت بالعديد من حركات التمرد، ونادت بحرب جديدة، كانت تلك الحرب العالمية الثانية.