الخمر وحكمه في الاسلام

قال تعالى: "يا أيّها الذين آمنوا إنّما الخير والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلّكم تفلحون"؛ إنّ الخمر من أشد الآثام والمعاصي التي قد يرتكبها الإنسان فما هو حكمة في الإسلام ؟ وكيف يذهب العقل؟

إنّ حكم شرب الخمر في الإسلام محرّم بالكتاب والسّنة والإجماع، ولا يجوز شربه سواء كانت كميّة قليلة أو كبيرة، ولا سيّما أنّ الله أنعم علينا الكثير من النّعم التي يجب أن نقابلها بالشّكر ومنها نعمة العقل. ولكنّ الخمر يذهب عقل الإنسان لكن كيف؟

عندما يشرب الإنسان الكحول فإنّه يتحرّك مع الدّم حتّى يصل إلى مركز التّحكم في الرسائل العصبيّة والأعصاب، ممّا يجعل الشّخص مرهقاً وكسولاً، ولا يدري ما يقول، إضافة إلى ذلك فإنّ الكحول تدخل إلى الدّماغ والمخ فتذهب العقل، ويفقد توازن الإنسان ولذلك حرّم الله علينا شرب الكحول وذلك لمصلحتنا لأنّه في ذلك الوقت من الممكن أن يعمل الذي شارب الخمر أي شيء قد يتخالف ويتعارض مع أوامر الله، وبعد كل ذلك نستنتج أنّ الله عزّ وجل حرّم علينا شرب الخمر لأنّه يذهب عقل الإنسان ويفقده توازنه، ودائما نعلم أنّ الله عندما يحرّم أو يحلّل علينا شيء فهو لمصلحتنا وهو الذي خلقنا وهو الذي سيحاسبنا على أعمالنا يوم القيامة.

كما وتدرّج القرآن في وصف فعالية الخمر على الجسم فهو رجس أي خبيث وقذر على العقول والأجسام ، ومن عمل الشيطان وتزيينه ووسوسته. فمن الواجب البعد عنه ليعدّ الإنسان نفسة للفوز والفلاح، كما ويبعد الإنسان عن نزوة الشّيطان الذي يريد أن يوقع بين النّاس العداوة والبغضاء بسبب هذا التّعاطي والإفساد في الأرض، ونزوة الشّيطان في أن يصدّ الإنسان عن ذكر الله وعن الصّلاة لأنّه لا يريد أن ينجو الإنسان من النار ، فعندما يشرب الإنسان الخمر فيذهب عقله، فلا يخلق إنسان قويّ الشّخصية في نفسه وعقله ، والعقل هو ما فضّل الله به الإنسان عن الحيوان؛ فبذهاب عقله يمكن أن يتحوّل إلى حيوان شرس يصدر عنه الشّر والفساد فلا يأمن نفسه عن القتل والعدوان وفعل الفاحشة ، أو إفشاء الأسرار ، فممكن أن يخسر أعزّ وأقرب النّاس إليه.

فلماذا نشربه من أجل متاع دنيا زائل ونخسر ما وعدنا به ربّنا حقّاً يوم القيامة بالفوز برضا الله وامتثال أوامره، وشرب خمرٍ لذّة للشاّربين في الجنّة؛ قال رسول الله - صلّ الله عليه وسلّم -: "من شرب الخمر في الدّنيا ولم يتب لم يشربها في الآخرة وإن دخل الجنّة".