الإسلام وخلافة الإنسان تعتبر الديانة الإسلامية من أهم الديانات التي عرفها التاريخ الإنساني، حيث اعتُنِقَت هذه الديانة العظيمة من قبل ملايين الناس عبر التاريخ منذ بعثة رسول الله –صلى الله عليه وسلم- قبل ألف وأربعمئة عام تقريباً وإلى يومنا هذا.
هذه الحشود الضخمة التي اعتنقت الديانة الإسلامية لم تكن أصلاً لتفكّر في تغيير معتقداتها الأصلية التي نشأت عليها، إلا لأنّ الإسلام وفر لها العديد من الأمور التي كانت تنقصها، فالإسلام له خصائص تميّزه، وتجعله معتقداً فريداً يصلح للتطبيق في كل زمان ومكان، يحترم كيان الإنسان، ويعطيه قدره، ويحوله من كائن عابثٍ لاهٍ، إلى كائن متميز فريد من نوعه، فيكون بذلك خليفة الله في هذه الأرض. وفيما يلي بيان لأهم الخصائص التي يمتاز بها دين الإسلام.
خصائص الإسلام العامة - الإسلام دين إلهي بامتياز، فقد أرسل الله تعالى به الرسول الأعظم محمد –صلى الله عليه وسلم-، والذي يعتبر وفقاً للمعتقد الإسلامي خاتم الأنبياء والمرسلين. أما كتاب المسلمين المقدس فهو القرآن الكريم، وهو الكتاب المُنزَّل من الله تعالى على رسوله الكريم بواسطة الملك جبريل، حيث توكل الله تعالى بحفظ هذا الكتاب من العبث، والتغيير، والتبديل، ومن هنا فإن الدين الإسلامي مُنزَّل، ومصان، ومحفوظ من الله تعالى، وباقٍ على ما هو عليه إلى أن تقوم الساعة.
- دعا الإسلام إلى التحلي بالأخلاق الفاضلة الحسنة عند التعامل مع الآخرين، سواء كانوا مسلمين أم غير مسلمين، وحث الناس على التعارف والتقارب، والاستفادة من مما لدى الآخرين وإفادتهم، فهو دين يُجمِّع أبناء آدم ولا يفرّقهم. وقد رفع الإسلام من شأن المسلم الخلوق حتى لو لم يكن كثير العبادة، في الوقت الذي حطَّ فيه من قدر المسلم العابد سيئ الخلق.
- الإسلام دين يتوافق مع فطرة الإنسان السليمة السوية، فمتى ما وُجدت الفطرة، وُجد الإسلام، لذا فإنّ الديانة الإسلامية سريعة الاستقرار في النفوس الباحثة عن الحقيقة، الساعية وراء الخير، والحق، والأخلاق، وفضائل الأعمال، والإسلام بطبعه لا يتعارض مع رغبات الإنسان، وشهواته، إنما يضبطها، ويوجهها لتصب في النهاية في صالح الإنسان والإنسانية.
- تعتبر الديانة الإسلامية ديانة شاملة لكافة جوانب الحياة، فقد جمع الإسلام ما بين الروحانية والمادية، واهتم بكافة تفاصيل حياة الإنسان من أصغرها، إلى أكبرها، ووضع الشرعة، والمنهج، والضوابط، لكل ما يتعلق بحياة الناس اليومية في كل زمان ومكان.
- يعتبر الإسلام دين التوازن، والوسطية، فهو وبتعاليمه السامية وشرعه الشريف أتاح للإنسان الاهتمام بالحياة الدنيا، والآخرة في آن واحد، كما دعاه إلى البعد عن الإفراط، والتفريط، وأن يكون وسطاً بين هذا وذاك، وأمره بالالتفات إلى حاجاته الجسدية، والنفسية، والعقلية، والروحية، لأن في ذلك صلاحٌ للفرد، والمجتمع.
- لا يتعارض الإسلام ولا بأي حال من الأحوال مع العلم، فهو ليس بدين الخرافات، والقيل، والقال، بل هو دين العقل والعلم، مع وجود مسلمات لا مجال فيها إلا للتسليم بها، والامتثال بها. وقد رفع الإسلام من شأن طلبة العلم، وحث على انتهاج هذا النهج، ورغب المسلمين في التعلم، ففي العلم قوة، ومنعة، وحصانة.