نتعرض للكثير من المواقف في حياتنا التي منها ما هو جميل و يولد لدينا مشاعر جميلة كلها تفاؤل و حب و منها ما هو سيء و يولد لدينا مشاعر الإحباط و الخذلان، و لكن يجب أن لا نقف عند هذه المشاعر و نحاول أن نستعيد قوتنا لنواجه الحياة، فالحياة تحتاج الأقوياء و ليس الضعفاء. أما الآن دعونا نتحدث عن الخذلان و الذي هو إحساس ينتج عن الشعور بالصدمة، آملين أن ينال إعجابكم:
طعم الصدمة قد يكون مريع جداً..يشعرك بقشعريرة تملأ الجزء الاوسط من ساقيك ومنطقة ماتحت الصدر(الاضلاع) .. حينها فقط يتوقف العقل عن التفكير..ويبدأ بتصور الموقف على شكل لقطات تعرض تحت تصوير بطيء..تتكرر وتتكرر وتُعاد في الذهن الى ان يتم استيعابها وقد لاتُستوعب بتاتاً..او قد تؤدي الصدمة من اشخاص تحت عدم علمهم،الى اتخاذ موقف منهم يجعل الانسان تلقائياً يبتعد عن هؤلاء الاشخاص ويبني بينه وبينهم مسافه حتى لو كانو اقرب الناس اليه !
وأهم ماقد يقوم به العقل تلقائياً تجنب أخبارهم حتى يسألوا وحينها يمكنه ان يطرح ما قد حدث بين ايديهم او قد تمنعه (عزة نفسه من ذلك) .. الم مختلط بلون من البرد،الشعور بالضعف ،القلة المكانية (او التصغير ) هذه الأمور هي نفسها واقعاً وتحت لون الصدمة في ذات الحين الآني؛تبني داخل الفرد شعوراً مختلطاً مابين الوحدة وعزة النفس.حيث ان شعور الفرد بالتصغير واقعاً هو ذاته الذي يبني له المكانية النفسية والاهمية الروحية للذات ! يُقال انه سوف ينضر الى خاذليه في اعينهم مباشرةً..ويكتفي بالصمت وانه لن يستطيع ان يفرد شفاهه مبتسماً في اوجههم،حيث ان العقل يعمل تلقائياً في محاولة حذف تلك الوجوه من ذاكرته وان النفس الانسانية تحاول جاهدة المحافظة على تلك الصور تحت إطار الرابطة البشرية (اياً كانت صداقةً او حباً او روابط متفرعة اخرى) لذلك يستمر الشخص في النضر بشكل مباشر في أعين أو وجوه خاذليه !
الخذلان بحد ذاته ينقسم الى اقسام قد نستطيع حصرها بثلاث : الأول خذلان الرابط البشري - الثاني الخذلان الطرفي (اي خذلان نضرة الفرد الى فرد اخر )- أما الثالث فهو الخذلان الذاتي الذي يخذل فيه الانسان نفسه.
خذلان الرابط البشري بمعنى اخر هو انعدام الصفة الوفائية داخل النفس البشرية .. كأن يخذل الانسان صديقه تاركاً اياه في حالات الحاجة او العوز او الوحدة،وينشأ عن الاكتفاء الافراطي داخل اطار الرابطة البشرية او بعض حواقر النفس .مما يسبب في قطع تلكم الرابطة البشرية التي تحت احتمال عودتها فإنها من الصعب ان تعود.او قد تعود بدرجة انسجامية اقل او حتى اكثر.
الخذلان الطرفي يعتبر بحد ذاته من أصعب أنواع التحطيم النفسي الذي يهدم كيانية الفرد إذا كان قد رأى انَّ نضرته لفرد قريب من روحه او مجموعة افراد قد خُذِلت وتلاشت قيمتها،وتكمن صعوبة هذا النوع من الخذلان انه يبقى ينازع الفرد بين عدة جوانب واتجاهات وانصدامات او حتى احياناً تتسبب في ضعف قدرته على التفكير وتتشتت عنده المعطيات والنضرات والمكانيات الاجتماعية والبشرية ويصعب عليه ان يرتب ذلك التشتت الذهني حتى وقت طويل او قد يستعين بمساعدة او اعانة نفسية كانت ام جسدية.
نضم ذلك الخذلان الطرفي ضمن التوقعات او الشكوك الغير مُيقّنة،اي هنالك احتمال وارد بدون نسب ان ذلك الخذلان لا معنى له من الصحّة.رغم انه كان له الدور الاكبر في تهديم الروابط البشرية .
قبل التحدث عن الخذلان الذاتي نذكر النقطة التّي منعت جعله الأصعب من بين انواع الخذلان . وذلك لان قيمة الانسان لدى نفسه هي القيمة الاعلى كيفما كانت شخصيته او مكانته او مستواه..لذلك فانه حين يخذل نفسه فلن يعذبه ذلك بقدر تعذيبه حين يخذله الاخرون..اما من ناحية الاشخاص الذين لديهم ثقة عالية بالنفس و كِبَر فلو خذلتهم انفسهم سيجهدون حينها بتعذير نفسه لهذا الخذلان
المقالات المتعلقة بالخذلان