تختلفُ الأهداف التي يسعى الأشخاص إلى تحقيقها؛ تبعاً لاختلافِ اتهتمام هؤلاء الأشخاص وميولهم وطبيعة طموحهم ونظرتهم للحياة وثقافتهم وعُمرهم الزمنيّ، وإلى العديد من العوامل الأخرى، فهناك الأهداف المهنيّة، والأكاديميّة، والاجتماعيّة، والوطنية وغيرها، علماً أن جميع هذه الأهداف تشتركُ مع بعضها البعض في كونِها تحتاجُ إلى سعيٍ وخطّة عمل منظّمة وحشد للجهود والطاقات، وفيما يتعلّق بالأهداف المهنيّة المستقبلية فشأنُها شأن كافّة الأهداف التي تحتاجُ إلى مراحلَ عديدة تسبقُها، بما في ذلك المراحل التعليميّة والثقافيّة، ولن يُحقق أيُّ شخص هذه الأهداف بمعزلٍ عن خوض غمار كافّة المراحل المطلوبة بشكلٍ متسلسل.
تستحوذُ الحياة المهنيّة على حيّزٍ كبير من حياة الأفراد والجماعات؛ كونَها أساساً لتأمين مصدر دخل يضمنُ العيش بكرامة، ويضمن تأمين كافّة المستلزمات الحياتيّة، فضلاً عن تحقيق مكانة اجتماعيّة يضمن فيها الشخص احترام الآخرين له، لذلك يتطلّب ذلك اختياراً مدروساً لطبيعة العمل الذي يرغب الشخص أنْ يتّجه نحوه، لأنّه بذلك يحدّد مسارَ حياته إلى الأبد.
تبرزُ مدى أهمية انتقاء المجال الذي يناسبُ ميول الشخص واتخاذ القرار السليم بشأن ذلك في المشكلات التي يواجهها مستقبلاً، نتيجة اختيار ما هو غير مناسب له أو عن طريق الصدفة، بحيث يكون جاهلاً بقدراتِه وغير مدرك لمتطلّبات بيئة العمل، ويقوم اختيارُه في العديد من الأوقات على مغريات مهنة معيّنة، أو نظراً لمكانتها الاجتماعية بين الناس، بغضّ النظر عن رغبته، مما ينعكسُ بصورة سلبيّة جداً عليه وعلى إنجازاته، وبالتالي على جودةِ العمل الذي يقدّمُه.
الأهداف المهنيّة في المستقبلالمقالات المتعلقة بالأهداف المهنية في المستقبل