طلبوا الذي نالوا فما حُرموا***رُفعتْ فما حُطتْ لهم رُتبُ وهَبوا وما تمّتْ لهم خُلقُ***سلموا فما أودى بهم عطَبُ جلبوا الذي نرضى فما كَسَدوا***حُمدتْ لهم شيمُ فما كَسَبوا
رُتب لهم حُطتْ فما رُفعتْ***حُرموا فما نالوا الذي طلبُوا عَطَب بهم أودى فما سلّموا***خُلقٌ لهم تمّتْ وما وهبُوا كَسَبوا فما شيمٌ لهم حُمدتْ***كَسَدوا فما نرضى الذي جَلبُوا
إذا أتيت نوفل بن دارم***أمير مخزوم وسيف هاشم وجدته أظلم كل ظالم***على الدنانير أو الدراهم وأبخل الأعراب والأعاجم***بعرضه وسره المكاتم لا يستحي من لوم كل لائم***إذا قضى بالحق في الجرائم ولا يراعي جانب المكارم***في جانب الحق وعدل الحاكم يقرع من يأتيه سن النادم***إذا لم يكن من قدم بقادم
أبت شفتاي اليوم إلا تكلماً***بسوء فما أدري لمن أنا قائله أرى لي وجهاً شوه الله خلقه***فقبح من وجه وقبح حامله
لقد مريتكم لو أن درتكم يوماً***يجيء بها مسحي وإبساسي أزمعت يأساً مريحاً من نوالكم***ولن ترى طارداً للحر كاليأس من يفعل الخير لا يعدم جوازيه***لا يذهب العرف بين الله والناس دع المكارم لا ترحل لبغيتها***وأقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي
حلموا فما ساءَت لهم شيم***سمحوا فما شحّت لهم مننُ سلموا فلا زلّت لهم قدمُ***رشدوا فلا ضلّت لهم سننُ
مننٌ لهم شحّت فما سمحوا***شيمٌ لهم ساءَت فما حلموا سننٌ لهم ضلّت فلا رشدوا***قدمٌ لهم زلّت فلا سلموا
وأمطرت لؤلؤاً من نرجس فسقت***ورداً وعضّت على العنّاب بالبردِ وأنشدت بلسان الحال قائلة***من غير كرهٍ ولا مطل ولا مدد والله ما حزنت أخت لفقد أخٍ***حزني عليه ولا أم علي ولد أن يحسدوني علي موتي فو أسفآ***حتى علي الموت لا أخلو من الحسد
شكوت إلى وكيع سوء حفظي***فأرشدني إلى ترك المعاصي وأخبرني أن العلم نور***ونور الله لا يهدى لعاصي
كم تمنيت أن يكون حبّي وردة***تستيقظ على عطرها كم تمنيت أن يكون حبّي ضمه***تغفو بين أحضانها كم تمنيت أن يكون حبّي قصة***يهيم حلمك بها
كم من صديق باللّسان وحينما***تحتاجه قد لايقوم بواجب إن جئت تطلب منه عوناً لم تجد***إلاّ إعتذار بعد رفع الحواجب تتعثر الكلمات في شفتيه***والنظرات في زيغ لأفق ذاهب يخفي إبتسامته كأنك جئته***بمصائب يرمينه بمصائب والصحب حولك يظهرون بأنهم***الأوفياء لأجل نيل مآرب وإذا إضطررت اليهمو أو ضاقت***الأيام مالك في الورى من صاحب جرب صديقك قبل أن تحتاجه***إن الصديق يكون بعد تجارب أما صداقات اللسان فإنها***مثل السراب ومثل حلم كاذب
دَعِ الأَيَّامَ تَفْعَل مَا تَشَاءُ***وَطِبْ نَفْسَاً إِذَا حَكَمَ القَضَاءُ وَلاَ تَجْزَعْ لِحَادِثَةِ اللَّيَالِي***فَمَا لِحَوادِثِ الدُّنْيَا بَقَاءُ وََكُنْ رجُلاً عَلَى الأَهْوَالِ جَلْداً***وَشِيمَتُكَ السَّمَاحَةُ وَالوَفَاءُ وَإِنْ كَثُرَتْ عُيُوبُكَ فِي البَرَايَا***وَسَرَّكَ أَنْ يَكُونَ لَهَا غِطَاءُ يُغَطّى بِالسَّمَاحَةِ كُلُّ عَيْبٍ***وَكَمْ عَيْبٍ يُغَطِّيهِ السَّخَاءُ وَلاَ حُزْنٌ يَدُومُ وَلاَ سُرُورٌ***وَلاَ بُؤْسٌ عَلَيْكَ وَلاَ رَخَاءُ وَلاَ تُرِ لِلأَعادِي قَطٌّ ذُلاًّ***فَإِنَّ شَمَاتَةَ الأَعْدَا بَلاّءٌ وَلاَ تَرْجُ السَّمَاحَةَ مِنْ بَخِيلٍ***فَمَا فِي النَّارِ لِلظَّمْآنِ مَاءُ وَرِزْقُكَ لَيْسَ يُنْقِصُهُ التَّأَنِّي***وَلَيْسَ يَزِيدُ فِي الرِّزْقِ العَنَاءُ إِذَا مَا كُنْتَ ذَا قَلْبٍ قَنُوعٍ***فَأَنْتَ وَمَالِكُ الدُّنْيَا سَواءُ وَمَنْ نَزَلتْ بِسَاحَتِهِ المَنَايَا***فَلاَ أَرْضٌ تَقِيهِ وَلاَ سَماءُ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ وَلكِنْ***إِذَا نَزَلَ القَضَا ضَاقَ الفَضَاءُ دَعِ الأَيَّامَ تَغْدُرْ كُلَّ حِيْنٍ***وَلاَ يُغْنِي عَنِ المَوْتِ الدَّوَاء
الصداقة كنز معناها جميل***من ملكها اشهد أنه ملك تعرف أوصافك من أوصاف الخليل***والصديق أحيان أقرب من هلك من كلام المصطفى سقنا الدليل***الجليس اثنين واحدهم هلِك حامل المسك طبّن للعليل***صاحب ٍ للخير بدروبه سلك لو تحس بضيق للضيقة يزيل***لو تغيب شوي عن الحال سألك والجليس السوء النذل الرذيل***
نافخ الكير من الكير شعلك مايعين بخير خيره مستحيل***ماوراه احسان يجهل بجهلك لو تمر بسوء دور لك بديل***خاينن ماشال هم ٍ لزعلك الفضل لله والشكر الجزيل***يافؤادي خير من المولى شملك البداية عين وآخرها سبيل***والوسط ابرة وفكر بمهلك
دموع القلب ما أقسى و ما أشقى معانيها***أخي في الله أنقذني سواد العين يغشيها أنا الأحزان ما دامت أنا العبسات أحييها***على الجدران أكتبها بصمت الروح أبنيها شغاف القلب مكلوماً يئن شفاء مدميها***ألم تسمعه يبتهل إلى الله ليحميها أيآ نورٌ إذا ما الزهر شاهدها لَيغبطها***وضاع الشدو إذ يسمع أغانيها يخط البشر مبسمها ليرسمها***لها حُبّي لها عمري إله الكون خلّيها
خاب الرجا يا صاحبي لامع الصيت***الصاحب إللي عند كل حاجة عدمته جابتني الحاجة وجيتك على البيت***وأفشيت لك سرن بنفسي لزمته أبيك تنقذ ظامري من التناهيت***الله يساعدني على إللي كتمته ووعدتني والظاهر إنك تناسيت***أهملت وعدي يالصديق وهضمته عاملتني كني خطايه السلاحيت***مقبل ترحب به ومقفي شتمته لكن قولو له تراني تراخيت***وإللي بنيته من صداقه هدمته وإن ضاق صدري لفضل الهجن شديت***حرى نهرهموم أللي ركبت وزهمته وشديت لديار الجدود وتسليت***أمشي نهاري وأسود الليل نمته وإن شفت مجلس ذل عنه تناحيت***والنفس عن باقي المذله عصمته الذل مارضى لو أصبحت ما مسيت***والصبر عز وهيبة الصديق صمته