ابغض الحلال عند الله الطلاق

ابغض الحلال عند الله الطلاق

ابغض الحلال عند الله الطلاق

ان القرأن الكريم قد أعطانا التفضيل في امساك الزوج لزوجته المكروهة منه على أن يطلقها , و عليه أن يصبر عليها و يتحملها و محافظة منه على الأسرة و حرصا على الأطفال و استمرارية العائلة , قال تعالى: " وعاشروهن بالمعروف، فإن كرهتموهن، فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا " .

لتأكيد صحة هذا الكلام :

أولا: قال رسول الله سبحانه و تعالى : ( أبغض الحلال إلى الله الطلاق ) , رواه أبو داود وابن ماجه والحاكم من حديث محارب بن دثار عن ابن عمر مرفوعا , ورواه أبو داود والبيهقي مرسلا - ليس فيه ابن عمر - ورجح أبو حاتم والدارقطني في العلل والبيهقي المرسل , وأورده ابن الجوزي في "العلل المتناهية" بإسناد ابن ماجه، وضعفه بعبيد الله بن الوليد الوصافي وهو ضعيف , قال الحافظ ابن حجر في التلخيص: ولكنه لم ينفرد به، فقد تابعه معروف بن واصل، إلا أن المنفرد عنه بوصله محمد بن خالد الوهبي.أهـ , أقول: ومحمد بن خالد: قال الآجري عن أبي داود لا بأس به، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال الدارقطني: ثقة. كذا في تهذيب التهذيب جـ9، ص143 , وأخرجه الحاكم من طريق محمد بن عثمان بن أبي شيبة موصولا بلفظ: (ما أحل الله شيئا أبغض إليه من الطلاق) ثم قال: صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي، وزاد بأنه على شرط مسلم (المستدرك وتلخيصه جـ2، ص196 , قال ابن التركماني: فهذا يقتضي ترجيح الوصل، لأنه زيادة، وقد جاء من وجوه (ولهذا رمز السيوطي في الجامع الصغير إلى الحديث بالصحة، واعترضه المناوي في "الفيض" بما ذكره ابن حجر) (الجوهر النقي مع السنن الكبرى جـ7، ص222، 223 .

ولكن إن نزل الحديث عن درجة الصحة ، فلن ينزل عن درجة الحسن .

ومن الناس من قال أن ضعف هذا الحديث هو من جهة معناه ، فقد قالوا : كيف يكون حلالا ومبغوضا عند الله في وقت واحد ؟ فهذا تناقض يؤدي بالدلالة الى استنتاج ضعف الحديث .

بينما قال البعض الأخرون بأن الحديث يدل على أن الحلال ينقسم إلى قسمين : ما هو محبوب وما هو مبغوض , و البعض أيضا قال أن الحلال بحسب الأسباب , فليس كل حلال محبوبا .

بينما قال الخطابي فيكتابه معالم السنن : ( معنى الكراهية فيه ينصرف إلى السبب الجالب للطلاق ، وهو سوء العشرة ، وقلة الموافقة الداعية إلى الطلاق ، لا إلى نفس الطلاق . )

وقد يقال: الطلاق فهو حلال لذاته ، أما الأبغضية فهي لما يترتب على الطلاق من انجرار إلى المعاصي .

ثانيا: قال تعالى : " وعاشروهن بالمعروف ، فإن كرهتموهن ، فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا " ( النساء : 19 .

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية:

( إن الأصل في الطلاق الحظر ، وإنما أبيح منه قدر الحاجة كما ثبت في الصحيح عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم : "إن إبليس ينصب عرشه على البحر ، ويبعث سراياه ، فأقربهم إليه منزلة أعظمهم فتنة ، فيأتيه الشيطان فيقول : مازلت به حتى فرقت بينه وبين امرأته ، فيدنيه منه ، ويقول: أنت أنت ! ويلتزمه " )

وفي السنن أيضا عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " أيما امرأة سألت زوجها الطلاق من غير ما بأس ، فحرام عليها رائحة الجنة .

المقالات المتعلقة بابغض الحلال عند الله الطلاق