عيد الأم والإسلام

عيد الأم والإسلام

عيد الأم

يعتبر عيد الأم من الأعياد التي ابتدعتها الأمم السابقة حينما خصصت يوماً معيناً من أيام السنة ليكون ذكرى للأم يجتمع فيه الصغير والكبير ليكرموا أمهاتهم بالشكل الذي يريدونه، عرفاناً منهم لما قدمته أمهاتهم في سبيل تربيتهم ورعايتهم خلال مراحل حياتهم المختلفة. وفي هذا المقال سنعرف أصل هذا العيد ورأي الإسلام به.

أصل عيد الأم

ويعود أصل الاحتفال بعيد الأم إلى إمرأةٍ أمريكيّة عاشت في الولايات المتحدة الأمريكية وتدعى أنا جارفس، فقد كانت أنا محبّة لأمّها محبةً شديدة، وعندما توفيت أمها أرادت أن يعرف العالم كله عظم دور الأم في الحياة، وما تبذله من جهدٍ في التربية والإعداد والرعاية، فقامت لأجل ذلك بالتواصل مع المسؤولين وأصحاب الشركات وعامة الناس من أجل إيصال رسالتها لتخصيص يومٍ لتكريم الأم، وقد تكللت جهود أنا بالنجاح حينما كرمتها جامعة كالفورنيا عام 1910م، وقررت السلطات الأمريكية تخصيص اليوم الأول من مايو لتكريم جميع الأمهات وليكون ذلك اليوم عيداً لهنّ يحتفل به العالم سنوياً.

ثمّ ما لبثت أن وصلت فكرة عيد الأم إلى الدول العربية وتحديداً إلى مصر عندما سعى علي ومصطفى أمين رؤساء تحرير جريدة أخبار اليوم إلى تخصيص عيدٍ للأم حيث توافق المصريون على اعتبار يوم الواحد والعشرين من شهر مارس عيداً للأم العربية.

نظرة الإسلام لعيد الأم

لا شك بأنّ الإسلام كرم الأم تكريماً عظيماً من وجوهٍ كثيرة، فالوالدين وخاصةً الأم فقد أمر الله تعالى بالإحسان إليهما وعدّ قول كلمة (أفٍ) ٍفي وجههما نوعاً من العقوق، فقد قال تعالى: (وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا) [الإسراء: 23]، كما أوصى النبي الكريم حين جاء رجلٌ إليه فقال: (يا رسولَ اللهِ، من أحقُّ الناسِ بحُسنِ صَحابتي؟ قال: أُمُّك. قال: ثم من؟ قال: ثم أُمُّك. قال: ثم من؟ قال: ثم أُمُّك. قال: ثم من؟ قال: ثم أبوك.) [صحيح البخاري]، وكل ذلك وغيره ممّا يدل على تكريم الإسلام للأم ودورها العظيم في الحياة والذي لا يكافئه عملٌ أو إحسانٌ أو تخصيص يومٍ لها.

بالتالي فإنّ الإسلام نظر إلى عيد الأم باعتباره أمراً ليس من الدين، ففي الحديث النبوي الشريف: (من أحدث في أمرِنا هذا ما ليس فيه فهو ردٌ) [صحيح البخاري]، كما أنّ المسلمين لهم أعيادهم التي يحتفلون بها وهي عيد الفطر وعيد الأضحى فقط، وإن مبدأ رفض هذا العيد ليس باعتبار الأم التي تستحق تكريماً على مدار السنة، بل هو رفضٌ باعتبار هذا اليوم على التخصيص عيدٌ تحتفل فيه الأمة، وقد سبق أن نهى النبي الكريم عن أعياد كان يحتفل بها الأنصار قبل قدوم النبي والمسلمين إلى المدينة.

المقالات المتعلقة بعيد الأم والإسلام