إلى ماذا ترمز قبة الصخرة في القدس الشريف

إلى ماذا ترمز قبة الصخرة في القدس الشريف

القدس الشريف

هي مدينةٌ ذات أهميةٍ دينيةٍ بالغة في النفوس المسلمة، وهي من أكثر المُدن الفلسطينية أهميةً دينياً واقتصادياً، كما أنّها من أكبر المدن الفلسطينية، وهي عاصمة فلسطين، وتُطلق عليها إسرائيل مُسمى "أورشليم". وقد بُنيت على يد اليوبسيين.

لا تقتصر أهميّة القدس فقط على الديانة الإسلامية، بل تُعنى بها الديانات المسيحية واليهودية أيضاً، وهي تقع على خط عرض 31 وخط طول 35، وتَبلغ مساحتها مئة وخمسٍ وعشرين ألف كيلو متر مربّع، وتُعرف بمدينة السلام، وهي ذات أهمية عربية وقومية، إلى جانب الأهمية الدينية.

كانت مَحطّ أنظار المسلمين في الفتوحات الإسلامية بعد حادثة الإسراء والمعراج، ففكّر الصحابي عمر بن الخطاب رضي الله عنه بفتح فلسطين فَسَيَّر جيوشاً على رأسها عمرو بن العاص وأبو عبيدة عامر بن الجراح - رضي الله عنهما - لفتحها، لكن الأمر صعُب عليهم نظراً لمناعة أسوارها، فقام عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - بإبرام العُهدة العُمرية، بعد رحلةٍ شاقةٍ قطعها إلى بيت المقدس مع صفرونيوس والبطاركة، وهي عبارةٌ عن اتفاقيه تمّ إبرامها لمنح حقوق الحرية الدينية مقابل دفع الجزية، مع ضمان الحفاظ على ممتلكاتهم ومقدساتهم.

المسجد الأقصى

وَرَد ذِكر المسجد الأقصى في القرآن الكريم، في قوله تعالى: "سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير"، ويُعتبر من أكبر المساجد في العالم، وقد أوصى الرسول - صلى الله عليه وسلّم - بِشّدِ الرَّحال إليه.

وتبلغ مساحته نحو مئة وأربع وأربعين دونماً، ويَحتضن ضِمن أسواره قبة الصخرة والمسجد القبلي، ويَعتلي المسجد الأقصى أعلى هَضبة صَغيرة في مدينة القدس يُطلق عليها هضبة مُوريا، وتَحظى بأهميةٍ بالغةٍ لدى اليهود؛ نظراً لِوجود هيكل النبي سليمان فيها وِفق اعتقادهم. ويَعود سَبَب تَسمية المسجد الأقصى بهذا الاسم إلى عدة أسباب، منها لِبُعده، أي أنَه الأبعدُ مسافةً عن المسجد الحرام، ويعّد المكان الأبعد عن أهل مكة. قبة الصخرة

يَظهر بَديع الفنِّ العمراني الإسلامي في مسجد قبة الصخرة، أحدُ أهم أجزاء المسجد الأقصى المبارك، وتمَّ بناؤها على يد الخليفة عبد الملك بن مروان في السادس والستين للهجرة، وهي عبارة عن بناءٍ له أربعةُ أبواب، ثمانيُّ الشكل، وداخله تثمينةٌ تَستند على دعامات وأعمدة إسطوانية، وتتمركز بها دائرة تتوسطها الصخرة المشرفة، التي وَطأتها قدمّي رسول الله - صلى الله عليه وسلّم - الشريفتين للعروج إلى السماوات العُلا في رحلة الإسراء والمعراج، وتَرتفع نحو مترٍ ونصف المتر وهي مطلية بالذهب.

والصخرة هي قطعة كبيرة الحجم تَصل إلى حدّ الضخامة، وتَتخّذ من أسفل القبة موقعاً لها في وسط المصلّى، ويستذكر المسلمون عند قبة الصخرة التي ترمز إلى حادثة فداء سيدنا إسماعيل عليه السلام؛ حيث كان سيدنا إبراهيم - عليه السلام - سيذبح ابنه اسماعيل عندها، وفي تلك الأثناء فداه الله تعالى بكبشٍ عظيم.

المقالات المتعلقة بإلى ماذا ترمز قبة الصخرة في القدس الشريف