مع التطوّر الصناعي الذي شهدناه في الآونة الأخيرة، زاد الاستهلاك البشري بشكل كبير جداً بحيث لم يعد يقتصر على الشراء عند الحاجة فقط، ممّا زاد الطلب على الموارد الأرضية المستخدمة كمواد خام في الصناعات بشكل هائل يفوق الاستهلاك الآمن لها، الأمر الذي يؤدّي في النهاية إلى نضوبها، كما أنّ زيادة الاستهلاك تؤدّي إلى تراكم النفايات بجميع أنواعها بشكل كبير جداً، ممّا يؤدّي في النهاية إلى الإخلال بالنظام البيئي، فظهرت الحاجة إلى البحث عن مصادر جديدة يمكن استخدامها كمواد خام، ومن أهم الطرق التي أدت إلى توفير هذه المواد الخام هي إعادة التدوير.
إعادة التدوير هي طريقة تم اللجوء إليها في الآونة الأخيرة للتخفيف من النفايات المتراكمة، بحيث يتم فرزها إلى عدة مجموعات مكوّنة من مواد متشابهة في منشأها، ومن ثمّ إعادة تصنيع هذه المواد مرّة أخرى لتصبح مواد جديدة قابلة للاستهلاك البشري، وتتمّ إعادة التدوير لكثير من المواد، إلّا أنّنا سنكتفي في هذا المقال بالحديث عن إعادة تدوير الزجاج.
قبل الحديث عن إعادة تدوير الزجاج لا بد من التعرف على الزجاج نفسه وماهيته، فالزجاج مكون من مادة السيليكا والتي مصدرها الرمل، بحيث يتم دمج السيليكا بالعديد من المواد والمركبات الأخرى، مثل أكاسيد الصوديوم، وأكاسيد الكالسيوم لجعله أقوى وأكثر مقاومة للظروف الخارجية، ولاستخدامات الزجاج الكثيرة في حياتنا زاد الطلب على مادة السيليكا كما زاد تراكم النفايات الزجاجية بشكل كبير، الأمر الذي استدعى إعادة تدويره.
تتم إعادة تدوير الزجاج بطرائق متعددة، أهمها:
المقالات المتعلقة بإعادة تدوير الزجاج