يعد الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- خاتم الأنبياء والمرسلين، وقد كلف بالرسالة في عمر الأربعين وبدأ بدعوة الناس، واستمرت دعوته لمدة ثلاثة وعشرين عاماً، وبه اختتمت الرسالات السماوية، وقد أرسل للناس كافة، فلم تقتصر دعوته على قومٍ دون قوم، وهدى الناس إلى الحق والصواب وإلى طريق الله وبيّن لهم الباطل وشرّه، ووضح لهم ما يقربهم من الجنة وما يبعدهم عن النار.
وقد كان القرآن الكريم وهو الكتاب السماوي معجزته الخالدة، ولما كان الرسول بشراً، فقد كان قدره في النهاية أن يموت كغيره من الناس، وفقاً للمشيئة والإرادة الإلهية، وكان يوم موته من أظلم الأيام وأحلكها، والتي عاشتها البشرية وعايشتها، وهنا في هذا المقال سنتحدث عن وفاته -صلى الله عليه وسلم- ومكان قبره.
وفاة الرسول -صلى الله عليه وسلم-مرض الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- مرض الموت وبقي في فراشه لأيام، فقد أصابته الحمى ومكث في بيت السيدة عائشة -رضي الله عنها- حتى فارق الحياة يوم الإثنين من شهر ربيع الأول في العام الحادي عشر للهجرة عن عمر ناهز الثلاثة والستين عاماً، وقد كان خبر وفاته من أشد الأخبار وأكثرها ألماً على الصحابة، فقد كان فراقه فاجعةً لم تستوعبها عقولهم، وبرغم إيمانهم الكبير فقد أنكروا وفاته.
قبر الرسول -صلى الله عليه وسلم- وقد دفن الرسول -صلى الله عليه وسلم- في الغرفة أو الحجرة التي توفي فيها إلى الشرق من المسجد النبوي في المدينة المنورة، وهي ذات الغرفة التي كانت زوجة السيدة عائشة -رضي الله عنها- تقيم فيها، وقد اختلف الصحابة -رضوان الله عليهم- حول مكان دفن الرسول، حتى أشار رفيق رسول الله وصديقه أبو بكر الصديق بدفنه في بيته، حيث قال بأنه سمع الرسول -صلى الله عليه وسلم- يقول: "ما قبض نبيٌ إلا دفن حيث قبض".واليوم يرقد سيد البشرية في المسجد النبوي، ويزوره كل المسلمين المتجهين لأداء العمرة أو فريضة الحج، لعظم مكانته وحبه الكبير في النفوس التي تتخذ منه القدوة والأسوة الحسنة، وقد حفر الصحابي أبو طلحة زيد بن سهل الأنصاري -رضي الله عنه-، وقد غسل جثمانه الطاهر علي بن أبي طالب، والعباس بن عبد المطلب -رضي الله عنهما- وصلّى عليه الرجال والنساء والصبيان، ويجدر بالذكر أن أبا بكر الصديق وعمر بن الخطاب -رضي الله عنهما- دفنا بجانب الرسول -عليه الصلاة والسلام-.
المقالات المتعلقة بأين يوجد قبر الرسول محمد