النبيّ يوسف عليه السلام هو أحد الأنبياء الّذين عاشوا طفولةً قاسيةً؛ إذ كان النبي يوسف عليه السلام في أسرة مكونة من أحد عشر أخاً له أخٌ من أمه، والباقون من أم أخرى، وكان هو الأصغر بين أخوته غير الأشقاء.
تميّزت شخصية سيدنا يوسف عن باقي إخوانه بالهدوء والحكمة وعمق التفكير، ممّا جعل والده يحبه أكثر من باقي أخوته، وهذا جعل أخوته لا يحبونه ويغارون منه، وقد لاحظ والده ذلك. جاء يوماً سيّدنا يوسف في منامه أنّه رأى أحد عشر كوكباً يسجدون له، فقصّ على والده هذه الرؤيا فقال له والده لا تخبر إخوتك بهذه الرؤيا فيكيدون لك السوء، إلّا أنّ الشيطان وسوس لإخوة يوسف أن يتخلّصوا منه، فبدؤوا بالتفكير في الطريقة، واتّفقوا أخيراً على أخذه معهم إلى المراعي والتخلّص منه هناك، وقد نفّذوا غدرهم بأن تبرّع سيدنا يوسف بالنزول إلى بئر ماء بدلاً منهم لإخراج الماء لهم ليشربوا، وعند نزوله إلى البئر قطعوا الحبل الذي تدلى به إلى داخل البئر ورحلوا.
وبتدبير من الخالق عزّ وجل حضر رهط من المسافرين وأقاموا عند البئر فسمعوا صوتاً يخرج منه، فنزلوا إليه وأخرجوا سيّدنا يوسف عليه السلام من البئر وحملوه معهم، وصادفهم رهط من التجّار من مصر فطلبوا شراء هذا الولد فباعوه لهم.
كي تتمّ معجزة الله عزّ وجل أهدوا هذا الطفل إلى ملك مصر الذي أخذه ليخدم في قصره، فكبّر سيدنا يوسف عليه السلام في قصر الملك وأصبح شاباً، وكان سيّدنا يوسف يتمتّع بجمالٍ كبير ممّا دعى زوجة الملك أن تراوده عن نفسه إلا أنّه امتنع طاعةً لله تعالى، فكادت له المكيدة ووضعته في السجن. تعايش سيدنا يوسف مع السجناء وأحبهم وأحبوه وكان يدعوهم إلى عبادة الله الواحد الأحد.
رأى الملك رؤيا في منامه وعجز الكهنة عن تفسيرها، وعرف الملك بأنّ أحد سجنائه يستطيع ذلك، وكان هذا السجين هو سيدنا يوسف عليه السلام، فبإلهامٍ من الله استطاع سيدنا يوسف أن يُفسّر للملك هذه الرؤيا فأخرجه الملك من السجن وسلمه خزائن مصر.
كلّ هذه المكائد لسيدنا يوسف لم تزرع داخله الحقد بل التسامح؛ إذ عرف إخوانه بمكانته عند ملك مصر، وحضروا إليه متذلّلين طالبين المغفرة، فسامحهم وأحضرهم إلى القصر مع والده.
أين دفن سيدنا يوسف عليه السلامتذكر بعض الرّوايات على أنّ سيدنا يوسف عليه السلام دفن في فلسطين بمدينة نابلس، كما ذكر الباحث الفلسطيني عبد الله كلبونة بأنّ مقام سيدنا يوسف موجودٌ على أرضٍ وقفيةٍ في بلدة بلاطة في نابلس.
هناك رواية أخرى تقول بأنّ أم الخليفه العباسي قد رأت في منامها أنّ قبر سيدنا يوسف موجود في الخليل وليس في نابلس، وذكر الباحث الكلبوني بأن أحد الباحثين المصريين قد نشر خبراً بأنّه قد سجّل اكتشافاً لمومياء في مصر تعود للنبي يوسف ممّا يؤكد بأن النبي يوسف قد دفن في مصر.
المقالات المتعلقة بأين دفن النبي يوسف عليه السلام