أرسل الله سبحانه وتعالى سيدنا هود "هود بن رباح بن عاد بن عوض بن سام بن نوح"عليه السلام لقوم عاد لهدايتهم وردّهم عن عبادة الأصنام، فبعد أن كانوا قوماً أتقياء يعبدون الله ويطيعونه ولا يشركون به شيئاً، وأعطاهم الله سبحانه وتعالى من فضله ومنحهم من نعمه، فبارك لهم في أموالهم وأجسادهم وأعمالهم، أغواهم الشيطان الرجيم وردّهم عن عبادة الله سبحانه وتعالى، فانحرفوا عن عقيدتهم، وتركوا عبادة الله ليعبدوا أصناماً لا تغني شيئاً.
إرسال هود عليه السلام لقوم عادأمر الله سبحانه وتعالى سيدنا هود بدعوة الناس وردهم عن عبادة الأصنام التي لا تضر ولا تنفع وتذكيرهم بعبادته وحده لا شريك له، فبدأ سيدنا هود بدعوة قومه مذكّراً إياهم بما أعطاهم الله من نعمه ورزقهم الصحة والمال والأولاد، قال تعالى: " وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِن بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً ۖ فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ" صدق الله العظيم.
ردّة فعل قوم عاد من الدعوةلم يستجب قوم عاد لدعوة سيدنا هود واتهموه بالجنون، ولكن سيدنا هود لم ييأس من الدعوة واستمر في هدايتهم ومحاولة ردّهم عن كفرهم بشتى السبل، ولكن لم يزدهم ذلك إلّا إصراراً على الكفر، وكانوا يدّعون أنّ النعم التي يمتلكونها ليست من الله تعالى وإنما بسبب ذكائهم ورجاحة عقولهم.
العذاب الذي حلّ في قوم عاداستمر سيدنا هود بدعوة قومه قبل أن ينزل عليهم عذاب الله، ولكنهم تجبّروا في الأرض وظنّوا أنه لن يقدر عليهم أحد، وبدأ الله سبحانه وتعالى يمنع عنهم النعم التي كان يقّدمها لهم، فمنع عنهم المطر الذي كان مصدرهم الوحيد في الصحراء القاحلة التي كانوا يسكنونها للشرب وسقاية المزروعات، وسلّط الله عليهم حرارة الشمس حتى كوت جلودهم واحترق زرعهم وماتت مواشيهم، وكانت نهايتهم بأن سلّط الله عليهم ريحاً قوية هدمت منازلهم واقتلعت الأشجار فمات معظهم وهرب البعض إلى الجبال ظنّاً منهم أنها ستحميهم، ولكن من سيحميهم من عذاب الله، فكان يرسل ناراً تحرقهم، واستمر عذاب الله للقوم سبع ليالٍ وثمانية أيام حتى ماتوا جميعاً، وقال تعالى: "( وأما عادٌ فأهلكوا بريح صرصر عاتية * سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوما، فترى القوم فيها صرعى كأنهم أعجاز نخلٍ خاوية * فهل ترى لهم من باقية) صدق الله العظيم.
مكان سكن قوم عادكان قوم عاد يسكنون الصحراء في جنوب اليمن، فبعد نجاة الذين آمنوا مع سيدنا نوح عاشوا فترة من الزمن في العراق، وبعد ذلك تفرّق بعضهم عن بعض، فسكن قوم عاد الذين ينسلون من سام ابن نوح في جنوب اليمن.
المقالات المتعلقة بأين عاش قوم عاد