كان سيّدنا عليّ ابن أبي طالب أوّل من أسلم وآمن بدعوة النّبي صلّى الله عليه وسلّم من الصّبيان، وقد ساهم في ذلك قربه من النّبي الكريم وملازمته له، فقد كفله النّبي محمّد عليه الصّلاة والسّلام تخفيفًا على عمّه أبي طالب، وقد أثّر قرب سيّدنا علي ابن أبي طالب من النّبي عليه الصّلاة والسّلام في شخصيّته وعلمه، فقد كان غزير العلم والفقه، حتّى أنّه وفي آخر عهده كان يطلب من النّاس أن يسألونه في العلم ويستحثّهم على ذلك لمّا رأى نفسه تحمل من العلم والفقه الكثير الذي ورثه عن النّبي عليه الصّلاة والسّلام، وقد كان سيّدنا علي أوّل فدائيّ في الإسلام حيث افتدى النّبي الكريم ونام في فراشه حين الهجرة إلى المدينة، كما كلّفه النّبي بردّ الأمانات إلى أصحابها.
وفي المعارك التّي خاضها النّبي صلّى الله عليه وسلّم لم يتخلّف سيّدنا عليّ عن أيّ منها إلاّ في غزوة تبوك حيث كلّفه النّبي بأن يبقى في المدينة حتّى يحرس أهلها من غدر الكافرين والمنافقين، وقد آلم سيّدنا علي ذلك وقال للنّبي الكريم أتتركني مع الخوالف، فقال له النّبي الكريم بلسان المحبّ مبيّنا له مكانته في قلبه ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنّه لا نبيّ بعدي، فسرّت تلك الكلمات عن سيّدنا علي الهم وفرح فرحًا شديدًا واستجاب لأمر الله تعالى ورسوله، ويوم خيبر أعطاه النّبي الكريم الرّاية قائلًا لأعطين الرّاية رجلًا يحبّ الله ورسوله ويحبّه الله ورسوله يفتح الله على يده، وقد كان ذلك.
وقد شهدت فترة تولّي سيّدنا علي الخلافة فتن كثيرة افترق فيها المسلمون فرقًا كثيرة، وقد ظهرت جماعة تدعى الخوارج من معسكر سيّدنا عليّ بعد أن قبل الإحتكام إلى القرآن الكريم في نزاعه مع فريق معاوية بن أبي سفيان، واعترضت على قبول الإمام علي للتّحكيم وكفّرته وكفّرت معاوية، وقد أضمر الخوارج النّية على اغتيال الإمام علي، فقام أحدهم ويدعى عبد الرّحمن بن ملجم بقتله بواسطة سيفٍ مسموم وهو يصلّي بالنّاس.
وقد اختلف النّاس اختلافًا كبيرًا في تحديد المكان الذي دفن فيه، فمنهم من رأى أنّه دفن في مقرّ الإمارة في الكوفة، ومنهم من رأى بأنّه دفن في مقرّ الإمارة ثمّ نقله ابنه الحسن إلى المدينة ليدفن هناك، وترى جماعات الشّيعة أنّه دفن في النّجف وهذا من الضّلال الكبير، والصّحيح الرّاجح أنّه دفن في مقرّ الإمارة في الكوفة وأخفي المكان بالتّحديد حتّى لا ينبش القبر من قبل الخوارج الضّاليين، رحمه الله تعالى ورضي عنه.
المقالات المتعلقة بأين دفن علي بن أبي طالب