أين توجد شنغهاي

تعتبر شنغهاي أحد أكبر مدن الصّين؛ حيث تبلغ مساحتها 6340 كم، كما تعدّ من أكبر المدن من حيث التّعداد السكّانيّ؛ حيث يبلغ عدد السكّان 23.019.148 نسمة في 2010، وتقع تحديداً وسط ساحل برّ الصّين وبالقرب من مصبّ نهر اليانغتسي؛ لذلك فهي من أهمّ المراكز الاقتصاديّة للصّين؛ بسبب موقعها الجغرافيّ المتميّز، ويوجد فيها العديد من المرافئ.

كانت شنغهاي تعتبر من القرى الصّغيرة في القرن الحادي عشر، وكان سكّانها يعملون في الصّيد، وفي عام 1842 تمّ عقد اتّفاقية نانكين التي وُضعت فيها مجموعة من البنود التي تنصّ على وضع حدّ لحروب الأفيون بين الصّين وبريطانيا، وبدأت مدينة شنغهاي بالانفتاح على التّجارة الخارجيّة، واعتُبرت من مناطق الامتياز لبريطانيا، كما شجّع الموقع الاستراتيجيّ لشنغهاي قيام العديد من المشاريع، وإنشاء البنوك والشّركات، ونموّ التّجارة العالميّة.

تشجّع الصّينيّون للتّخلّص من الاستعمار الأجنبيّ على المدينة، وعُقد أوّل مؤتمر للحزب الشّيوعيّ الصّينيّ سنة 1921، وقام القائد جيانغ جيشي وجيشه بالاستيلاء على المدينة ووضعها تحت حكومة غيومندانغ، ثمّ وقعت تحت الاحتلال اليابانيّ سنة 1937 م، ثمّ استعادتها الصّين بعد انتهاء الحرب العالميّة الثّانية.

بعد قرن الخمسينيّات رجعت مدينة شنغهاي إلى حيويّتها وشاركت في الثّورة الثّقافيّة الصّينيّة، وأصبح لها دور مهمّ في الاقتصاد والسّياسة، وازداد إنتاجها الصّناعيّ، وبدأ بناء المنشآت المدنيّة الحديثة، وتوفير المواصلات والجسور، وتعبيد الشوارع.

تمّ تنشيط السّياحة في مدينة شنغهاي، وإنشاء العديد من الحدائق مثل: حديقة يو بمعنى حديقة البهجة، وحديقة سحب الخريف، وحديقة هونغ كو، كما افتُتِح معبد بوذا الذي صُنع من اليشب، ويوجد في المعبد العديد من تماثيل اليشب الأبيض، وفي شنغهاي اشتهر منتزه تشونغشان الذي يعدّ من أكثر المناطق زيارةً، ويمتدّ هذا المنتزه على نهر هوانغبو، ويوجد بالقرب منه العديد من المباني القديمة ذات النّمط الأوروبيّ.

اهتمّت الصّين بالصّناعة فأنشأت في مدينة شنغهاي العديد من المصانع التي تقوم بتصنيع العديد من الآلات، والسّفن، والإلكترونيّات، والغزل والنّسيج، والكثير من الصّناعات الأخرى، كما تنشط فيها الكثير من الأعمال التّجاريّة والنّقل البحريّ، وقد تمّ بناء ناطحة سحاب وهو مبنى بودونغ الذي يعدّ أعلى مبنى في المدينة والمتميّز بالقرب من نهر هوانغبو، ويقع في حيّ بوذنغ الجديد، كما تعمل الحكومة الصّينيّة على تنميته وفتحه على العالم الخارجيّ ليصبح من أهمّ المناطق السّياحيّة، كما تحاول تحويل مدينة شنغهاي إلى أكبر المراكز الاقتصاديّة والماليّة والتّجارية في العالم.