جزر لانغرهانز يتكون جسم الإنسان من مجموعة كاملة من الأجهزة والأعضاء، فجسم الإنسان عالم قائمٌ بذاته، وتعمل أعضاء الجسم معاً، وتتعاون كل خلية من الخلايا مع بعضها البعض، لتسيير أمور الجسم، ليؤدّي وظائفه الحيوية على أكمل وجه، وليقي نفسه من الأمراض التي من الممكن أن يصاب بها، ويدافع عن نفسه، ومن بين أجهزة الجسم المهمّة، جهاز الغدد الصماء، الذي يحوي عدّة أعضاء، ومنها البنكرياس، ويتكون البنكرياس من نوعين من الخلايا: خلايا خارجية، وخلايا داخلية، حيث تقوم الخلايا الخارجية بإفراز موادّ تصب خارج البنكرياس، وتحديداً في الإثني عشر، وخلايا داخلية، وهي نفسها جزر لانغرهانز التي تفرز الأنسولين في الدم مباشرةً، دون الحاجة لقنوات، وتتكوّن جزر لانغرهانز من مجموعات من الخلايا الصغيرة، المتواجدة في البنكرياس، وتكون على شكل بقع صغيرة، تختلف في شكلها ووظيفتها عن بقايا خلايا البنكرياس، وهذا سبب تسميتها بالجزر، وسمّيت لانغرهانز، لاكتشافها من قبل طالب ألماني يدعى باول لانغرهانز.
تركيبة جزر لانغرهانز تتكون جزر لانغرهانز من خمسة أنواع من الخلايا، ولكل نوع وظائف مختلفة، وهرمونات معينّة تفرزها هذه الخلايا، وتعتبر مكمّلةً لبعضها البعض، لتؤدّي وظائف جزر لانغرهانز بصورتها الكاملة، وهذه الخلايا هي:
- خلايا ألفا: تقوم خلايا ألفا بإفراز هرمون غلوكاغون، ووظيفته الأساسية تحرير الجلوكوز المخزّن في الكبد، لرفع معدل السكر في الدم، وتغطية ما يحتاج الجسم من الجلوكوز، وتفرز خلايا ألفا الغلوكاغون، عندما يشعر الجسم بالجوع، وانخفاض نسبة الجلوكوز في الدم عن الحد الطبيعي، ويعد نقص الجلوكوز في الدم، السبب الرئيسي لإفراز هرمون الغلوكاغون.
- خلايا بيتا: تقوم خلايا بيتا بإفراز الانسولين، الذي تم إفرازه بعد تناول وجبة الطعام، وعند تناول النشويّات والمواد السكرية، مما يتسبب بارتفاع نسبة الجلوكوز في الدم، وتنبيه خلايا بيتا لإفراز الأنسولين، وخفض مستوى السكر في الدم، وتخزينه في الكبد والعضلات، على شكل غلايكوجين.
- خلايا دلتا: تقوم خلايا دلتا بإفراز هرمون سوماتوستاتين، ومهمّته تثبيط عمليّة الهضم في المعدة والأمعاء.
- خلايا متعددة الببتيد pp: والتي تقوم بإفراز البروتين الخاص بالبنكرياس، والذي يسمى عديد الببتيد، الذي يقوم بتنظيم عمل البنكرياس، وتنظيم عملية تخزين الغلايكوجين في الكبد.
- خلايا إبسيليون: وتقوم هذه الخلايا بإفراز هرمون الغرلين، الذي يقوم بتنظيم عملية الجوع، والجدير بالذكر أنّ هذا الهرمون هو أوّل هرمون من هرمونات تنظيم الجوع تمّ اكتشافه، وتعتبر خلايا إبسيليون، أصغر جزء من جزر لانغرهانز، حيث تشكل أقلّ من واحد بالمئة من خلايا جزر لانغرهانز .