من رحمة الله سبحانه وتعالى لعباده ولطفه بهم أن جعل قبل قيام السّاعة وانتهاء عمر الدّنيا علاماتٍ وأمارات صغرى وكبرى؛ فالعلامات الصّغرى كثيرة وتشير إلى ابتعاد النّاس عن دينهم وانتشار الفواحش والمعاصي بينهم، بينما تُشير العلامات الكبرى إلى الأحداث الجلل الرّهيبة التي تؤشّر إلى اقتراب موعد يوم القيامة، وهذه العلامات الكبرى هي عشر علامات متتابعة في الظّهور، فما هي تلك العلامات الكبرى؟ وما هي أوّل علامة منها؟
علامات السّاعة الكبرى
تحدّث النّبي عليه الصّلاة والسّلام عن علامات السّاعة الكبرى وأخبر عنها أصحابه يومًا حينما وجدهم يتذاكرون السّاعة، وبيّن لهم أنّ السّاعة لن تحدث حتّى تظهر عشر علاماتٍ كبرى وهي الدجّال، والدابّة، ونزول المسيح عليه السّلام، وخروج يأجوج ومأجوج، والدّخان، وطلوع الشّمس من مغربها، وثلاثة خسوف، خسف بجزيرة العرب، وخسف بالمشرق، وخسف بالمغرب، ونارٌ تخرج من اليمن تسوق النّاس إلى محشرهم.
حديث العلماء حول أوّل الآيات ظهورًا
تحدّث العلماء في مسألة أوّل العلامات الكبرى ظهورًا، فعلى الرّغم من ذكر النّبي عليه الصّلاة والسّلام هذه العلامات بالتّفصيل إلاّ أنّه لم يذكر ترتيبها الزّمني على وجه التّحديد، وقد روى الإمام مسلم في صحيحه حديثًا فيه أنّ أوّل العلامات ظهورًا طلوع الشّمس من مغربها أو الدّابة، وإنّ أيّهما أسبق ظهورًا كانت الأخرى على أثرها، والحقيقة أنّ هذا الحديث لا يدلّ دلالةً قطعيّة على أنّ هذه أوّل العلامات العشر ظهورًا لأنّ طلوع الشّمس من مغربها تعني قفل باب التّوبة، بينما تدلّ علامات كبرى أخرى مثل ظهور المسيح الدّجال ونزول عيسى بن مريم على استمراريّة قبول الإيمان والعمل في وقت ظهورها.
ويوفّق بين الأحاديث الشّريفة على أنّ هناك علاماتٌ كبرى لا تشير الى تغييرات في الكون والطّبيعة مثل الدجّال، بينما تشير علاماتٍ أخرى إلى ابتداء مرحلة التّغيّرات الكونيّة العجيبة وأوّل هذه العلامات ظهور الشّمس من مغربها، ثمّ خروج الدّابة التي تسم المؤمن وتسم الكافر.
أوّل العلامات ظهورًا الدّجال
اجتهد العلماء أنّ أول العلامات الكبرى ظهورًا هو الدّجال، وهو رجلٌ يخرج بين خلّة بين الشّام والعراق، وذكر النّبي عليه الصّلاة والسّلام بعض صفاته الخلقيّة منها أنّ إحدى عينيه طافئة، وشعره قطط، يظلّ في الأرض أربعين يومًا، يومًا كشهر، ويومًا كسنة، ويومًا كجمعة، وسائر أيامه كأيّامنا.
يُحدِث هذا الرّجل الكذّاب الذي يدّعي النّبوة والألوهيّة فتنةً بين النّاس بما يحدث على يديه من الغرائب، ويتبعه كثيرٌ من النّاس وأغلب من يتبعه من النّساء واليهود، ويشاء الله تعالى أن ينزل عيسى عليه السّلام ليكون قتل الدّجال جزءًاً من مهمّته على الأرض؛ حيث يطلبه فيقتله وهو لائذٌ بأحد المساجد بباب لدّ يتظاهر بالصّلاة فيستريح النّاس من شرّه وفتنته.
المقالات المتعلقة بأول علامة من علامات الساعة الكبرى