قيّض الله تعالى لهذا الدّين رجالاً صدقوا ما عاهدوا الله عليه، وحملوا همّ الدّعوة الإسلاميّة ونشر العدل بين النّاس، ومن هؤلاء الرّجال العظام الذين سطروا بأعمالهم سفرًا خالدًا في التّاريخ الخليفة الأموي الرّاشد عمر بن عبد العزيز. فقد نشأ عمر بن عبد العزيز نشأةً طيّبة بين أخواله من ذريّة عمر بن الخطّاب رضي الله عنه، وقد ساهمت تلك النّشأة في بلورة شخصيّة عمر بن عبد العزيز حيث أحبّ العلم وتفقّه فيه، كما ساهم اطلاعه على تاريخ الخلفاء الرّاشدين وسيرتهم في تعلّم السّنن التي ساروا عليها في إإحقاق العدالة بين النّاس، ومحاربة الظّلم عند توليه الخلافة.
وقد كلّفه الخلفاء الأمويون بعددٍ من المهام منها إمارته للمدينة المنوّرة عام سبعة وثمانين للهجرة ولاحقًا أميرًا للحجاز بأكملها، وفي أثناء ولايته على المدينة قام بتوسعة المسجد النّبوي كما شكّل مجلس علماء يتكوّن من عشرة علماء يستشيرهم في أمور الولاية، وعندما تولّى الخليفة الأموي سليمان بن عبد الملك الخلافة جعله وزيرًا ومستشارًا خاصًّا في كثيرٍ من أمور الخلافة والحكم، وقد قرّبه الخليفة منه حتّى أنّه عهد إليه بالخلافة في مرضه، وبعد أن تولّى عمر الخلافة كارهًا لها خطب في النّاس خطبة دعاهم فيها إلى أن يطيعوه بالمعروف دون المعصية، وقد استن سننًا حميدة في خلافته وعمل أعمالاً طيّبة نذكر منها ما يأتي في هذا المقال.
أهمّ أعمال الخليفةالمقالات المتعلقة بأهم أعمال عمر بن عبد العزيز