يعتبر التاريخ مادة أساسيّة من موادّ البحث، والدَّرس، وحتّى الاطلاع سواءً في القديم أم في الحديث، فالتاريخ ضروريّ للمسيرة الإنسانيّة حتّى لو بلغ التقدم العلميّ بالإنسان مبلغَ السكن والاستيطان خارج الكرة الأرضيّة.
دراسة التاريخ لا تعني مجرَّد الاطلاع على الوقائع والأحداث التاريخيّة التي مرَّت على الإنسان مذ خلقه الله تعالى إلى يومنا هذا، وإنَّما تعني التعمُّق في دراسة وتحليل هذه الأحداث في محاولة للخروج بفائدة يستنير بها الإنسان في عصره الذي يعيش فيه أيَّاً كان هذا العصر، وهنا تُوجَّه العديد من الدعوات باستمرار لوزارات التربية والتعليم المنتشرة في عالمنا العربيّ بالعمل على تطوير دراسة التاريخ، وتخليصه من الجفاف الحاليّ الذي يعاني منه، وتدريسه بطرق أخرى أكثر إمتاعاً وفائدة للطالب والمدرِّس في آن واحد؛ فمادَّة التاريخ في مدارسنا جافَّة، والمناهج لا تتناسب وطبيعة الطلَّاب خاصَّة في المراحل الابتدائيّة.
أهميّة دراسة التاريخعمل العديدون في هذا الحقل المعرفي الهامِّ والحسَّاس، وهم من يُطلق عليهم تسمية المؤرّخين، فالمؤرّخ هو المختصّ بعلم التاريخ والذي يستطيع جمع الأحداث ووضعها في المصنّفات الخاصّة التي تخدم الأجيال اللاحقة، ووظيفة المؤرّخ هامَّة جدَّاً وحسَّاسة، فقد يضع كلمةً لا يلقي لها بالاً تهوي به وبالآخرين في نار جهنَّم، وليس المقصود هنا جهنَّم الآخرة فقط، بل جهنَّم الدنيا أيضاً؛ فالناس خاصَّة في مجتمعاتنا العربيّة ينظرون إلى التاريخ باهتمام بالغ لهذا كان من الضروريّ أن يعلم الناس الحقيقة كما وقعت، أمّا تزييف الحقائق وتجميلها فقد يُودي بالفرد والأمَّة إلى الهاوية، من هنا يمكن أن نلخِّص أهميَّة التاريخ فيما يلي:
التاريخ لا يعمل وحده، بل يحتاج إلى علوم مساندة ورديفة حتّى يستوفي غايته؛ فمثلاً، يحتاج التاريخ وبشدة إلى علم الآثار؛ ذلك أنَّ التاريخ يحتاج حتّى يُفهم بالطريقة المثلى إلى السعي في الأرض، والبحث عن مصائر الأمم والأقوام، وزيارة الأماكن الحقيقية التي وقعت بها الأحداث، والتعرّف على طبيعة الأماكن التي تواجد فيها العظماء، فكل هذا يساعد على فهم كافَّة الظروف المحيطة بالحدث التاريخيّ أو بالشخصيّة قيد الدراسة والبحث، من هنا كان من الضروريّ على كلِّ المؤرّخين أن لا يكتفوا فقط بالكتب، بل يجب عليهم السعي في الأرض بحثاً عن الحقيقة.
المقالات المتعلقة بأهمية دراسة التاريخ