القراءة هي سبيل المعرفة، وهي وسيلة حفظ ونقل العلوم، والآراء، والخبرات، والمعارف، وهذا هو مكمن وسرِّ أهمية القراءة؛ فالقارئ النهم يتحصَّل على خبراتٍ لا يستطيع غيره أيَّاً يكن ممَّن لا يتَّبع الطريقة نفسها أن يتحصَّل عليها، نظراَ إلى محدوديّة الطرق التي تؤدي إلى نفس هذه النتيجة. إنّ القراءة هي الدليل الألمع والأوضح على رُقيِّ الشعوب وتطوُّرها، فكلّما كانت الشعوب قارئةَ أكثر ومتمسِّكةً بالكتب أكثر، كلَّما كانت أكثر تطوٌّراً ورُقيَّاً، ولعلَّ الأمة العربية اليوم هي من أدنى الأمم من الناحية الثقافيّة، والحداثيّة، والتقدميّة، وبالضرورة المعرفية، وهذا كلُّه ناتجٌ عن أنَّها أقلُّ الأمم قراءةً واضطلاعاً، من هنا فهي تعيش في حالة تخبُّطٍ، وعشوائيةٍ، ورجعيةٍ لا حدودَ لها، الأمر الّذي جعلها مطيَّةً سهلةً لكلِّ من هبَّ ودبَّ على هذه البسيطة.
للقراءة في الوطن العربي اليوم معيقاتٌ عديدةٌ ومتنوعةٌ، منها أنَّ هناك فئةٌ كبيرة من الناس لا تزال متمسكَّةً بنمط القراءة التقليدي، وهو القراءة من الكتب الورقية، وهذه الكتب كما هو معلومٌ للقاصي والداني ذات تكلفةٍ عاليةٍ جدَّاً، الأمر الّذي يحعلها في متناول فئةٍ معينةٍ من النّاس فقط. المعيق الثاني من معيقات القراءة هو غياب ثقافة القراءة عن النشء الجديد؛ فالقراءة هي عادةٌ تُكتسب منذ نعومة الأظفار، ومن الصعب اكتسابها بعدَ أن يكبُر الإنسان، خاصَّةُ في ظلِّ هذا التقدم التكنولوجي الهائل الذي مكَّن الجميع من امتلاك وسائل ترفيهيّة عديدةٍ ومتنوعة استطاعت إبعادهم عن الكتب والأوراق.
المقالات المتعلقة بأهمية القراءة