التدريب الميداني خلال فترة التعليم الجامعي، وبعض الحالات في التعليم المدرسي، يحتاج طلّاب بعض التخصّصات كالهندسة، والطب، وغيرهما إلى التدريب الميداني؛ حيث يعتبر قضاء جزء من فترة التعليم في الميدان من متطلبات التخرج، ونيل شهادة الدراسة؛ لهذا، تتعاون المؤسسات التعليمية مع مؤسسات القطاع الخاص، والحكومي في الدولة من أجل تدريب الطلاب قبل تخرجهم؛ إذ إنّ لهذا التدريب أهميّة قصوى، ولولا ذلك لما كان شرطاً من شروط التخرّج من الجامعة.
هذا وتتفاوت الفترة التي يقضيها الطالب في التدريب الميداني، فمن الممكن أن تكون فترةً قصيرةً، ومن الممكن أن تكون طويلة؛ حيث إنّ التخصص هو الّذي يفرض مدّة التدريب، فبعض التخصصات كالتخصصات الطبية -على سبيل المثال- تحتاج إلى فتراتٍ طويلة من التدريب، وذلك لشدّة حساسية هذه التخصصات، وارتباطها بأرواح الناس ارتباطاً وثيقاً. وفيما يلي بعض أبرز النقاط التي تبيّن أهميّة التدريب الميداني أو العملي بالنسبة للطلاب.
أهمية التدريب الميداني للطلاب - يساعد الطلاب على تطبيق المعرفة النظريّة التي اكتسبوها خلال فترة الدراسة تطبيقاً عملياً، ممّا يجعلهم يحصلون على فهم أكبر وأوسع لتخصصاتهم، بحيث يكونون أكثر إبداعاً وإتقاناً لها.
- يساعد الطلاب في التعرّف على طبيعة سوق العمل واحتياجاته؛ فالتدريب العملي ما هو إلّا مقدمة للعمل بعد التخرج، إذ يحتاج الطالب حتى ينال قبول مؤسسة في التدريب لديها إلى أن يبحث بين العديد من المؤسسات المختلفة التي لها علاقة مباشرة في تخصصه، ممّا يجعله قادراً ومؤهلاً على أن يميّز ما بين الحقول الغثة، والحقول السمينة في تخصصه.
- يعطي انطباعاً أولياً للطالب عن طبيعة الأشخاص الذين سيتعامل معهم بعد تخرجه، فمن يعملون في سوق العمل يختلفون احتلافاً جذرياً وكلياً عمن كان يحتك بهم أثناء فترة دراسته، مما سيجعله قادراً على النجاح في عمله مستقبلاً.
- يعطي فترة للطالب للتدريب على العمل في المستقبل؛ فالعمل ليس معرفة نظريّة تستحيل إلى عمليّة عند التطبيق فحسب، بل هو ارتباطات ومسؤوليات، خاصّةً إن كان في مجال حساس كالطب، أو الهندسة، لذا فإنّ التدريب الميداني يهيء الطالب ويجعله قادراً على التأقلم مع كافة الظروف التي قد تواجهه في المستقبل.
- يمكن أن يكون مكان التدريب العملي هو نفس مكان العمل في المستقبل؛ فالعديد من الأشخاص عملوا في نفس المكان الّذي تدرّبوا فيه عندما أثبتوا كفاءتهم، ولياقتهم، ونجاحهم الساحق أثناء تدريبهم.
- يرفع من الروح المعنويّة لدى الطلاب، ويكسر لديهم حاجز الرهبة والخوف من مواجهة المستقبل بعد التخرّج؛ فهو تمهيد حقيقي لحياة مستقبليّة كاملة.
- يعطي انطباعاً أوليّاً عن مخرجات التعليم لدى الطلاب؛ إذ يستطيع الفرد به أن يقيّم تجربته الدراسيّة، وأن يعرف مواطن الضعف، ويعالجها.