القراءة أهم عنصر من عناصر الثقافة والعلم، هو القراءة، فبالاطلاع والقراءة تتفتح مدارك الإنسان لأمور كثيرة في هذه الحياة كان يجهلها سابقاً، ثم يحيط بما يجري حوله من أمور، والشخص الجاهل هو بمثابة الشخص الضرير الذي لا يرى أمامه، فالقراءة هي التي تقضي على الجهل، وأول رسالة وجّهها إلينا سبحانه وتعالى هي "اقرأ"، حين نزل الوحي على الرسول محمد عليه الصلاة والسلام بالقرآن الكريم، ومن الأشخاص من يتعب من القراءة، ويتساءل بينه وبين نفسه ويقول: كيف أعوّد نفسي على القراءة؟
كيفية التعوّد على القراءة هنالك عدة أمور يجب على الشخص الذي ينوي تعويد نفسه على القراءة أن يتبعها، وجميعها قد تصلح لمساعدته على ذلك الأمر، وتفصيلها كالتالي:
- الدافع: يجب أن يُحدد الشخص هدفه من القراءة، ويطرح على نفسه هذا السؤال: "لماذا أريد أن أقرأ؟" وعندما يُحدد هذا الهدف، عليه أن يزرعه في عقله وقلبه، ويكتب هذا الهدف على ورقة، فعندما يبدأ الشخص بالقراءة ويملّ منها، يتجه مباشرة إلى قراءة تلك الورقة التي يوجد فيها هدفه، فتولّد لديه الدافع للاستمرار بالقراءة.
- قراءة الأمور الممتعة: على الشخص أن يبدأ بقراءة الأمور التي يحبها، والتي يستمتع بها، ولا يبدأ بالموضوعات الصعبة فيملّ على الفور، إذاً عليه تحديد الأمور التي يحبها، ثم بعد ذلك يبحث عن الكتب التي تحتوي تلك الأمور، ويبدأ بقراءتها.
- الصحف اليومية: على الشخص قراءة العناوين الرئيسية في الصحف اليومية، فقد يلفت انتباهه عنوان معين، ويقرأ موضوعه، وبالتالي يجد نفسه قد مرّ عليه الوقت وهو يقرأ دون أن ينتبه، وعليه أن يفعل ذلك كل يوم، ولا يترك الأمر، فتصبح بالنسبة له عادة يومية، لن يتركها أبداً.
- مراسلة الأصدقاء: لا مانع من أن يختصر الشخص مسألة المكالمة الهاتفية، ويحاول أن يجعل العلاقة بين أصدقائه بتبادل الرسائل، ويجعل اعتماده الرئيسي على العلاقة بينهما هو الكتابة والقراءة، خاصة أنّ وسائل التواصل الاجتماعي قد سهلت هذا الأمر، وبالتالي بات التعامل بين الأصدقاء والمعارف من خلال تبادل الرسائل، ولكن على الشخص هنا أن لا يهمل الرسائل، بل عليه أن يقرأها كاملة، ويأخذ الصالح منها، ثم يرمي الطالح، وبالتالي فإنّ الاستمرارية على هذه الحالة، تعوّد الشخص على القراءة باستمرار.
- قراءة القرآن الكريم: إنّ قراءة القرآن الكريم هي عبادة، وهي مأجورة، فكلّ حرف يقرؤه الشخص أجره حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لذا يجب على الشخص أن يُقبل على قراءة القرآن الكريم كلما لاحت له الفرصة، وأن يُعوّد نفسه أن يقرأ القرآن الكريم يومياً، ولو بصفحة، أو صفحتين، وأن يعمل جدول معيّن لختم القرآن الكريم في شهر مثلاً، وهكذا، وعليه فإنّ قراءة القرآن الكريم سَتُعوّده على القراءة بشكل عام.