التجارة واحدة من أبرز الأنشطة الإنسانيّة الاقتصاديّة قديماً وحديثاً، فهي العمليّة التي يتم من خلالها تلبية احتياجات الأفراد المادية من بضائع ومقتنيات، ومن عصر إلى آخر تطوَّرت العمليّة التجاريّة من حيث الشكل بل وحتّى المضمون؛ فنوعيّة البضائع التي يتَّجر الناس بها اليوم ليست هي ذات البضائع التي كانت متداولة في العصور القديمة، كما اختلفت طرق ممارسة العمل التجاريّ؛ فلدينا اليوم مفهوم جديد للتجارة يعرف بالتجارة الإلكترونيّة؛ وهي التجارة التي تتمّ باستخدام الوسائل التكنولوجية الحديثة والتي تعتمد على شبكة الإنترنت كأساسٍ لها، إذ تتمّ كل من عمليّتي البيع والشراء إلكترونيّاً من خلال هذه الشبكة، وقد انتشرت العديد من المواقع الإلكترونيّة التجاريّة التي تعرض ملايين القطع والتي يتميّز بعضها بندرته وعدم توفّره في الأسواق التقليديّة، عدا عن انخفاض أسعار بعض البضائع مقارنة بأسعار البضائع المعروضة في الأسواق التقليديّة، ويأتي هذا الفرق السعريّ نتيجة قلّة تكاليف التجارة الإلكترونيّة مقارنة بتكاليف التجارة التقليديّة المرتفعة، والتجارة بنوعيها الإلكترونيّ والتقليدّي لها أهمية كبيرة تتمثل فيما يلي:
أهميّة التجارةعمليّة التجارة ليست عمليّة بسيطة، بل تحتاج إلى مجهودات ضخمة وجبّارة من أجل تطويرها، الأهمّ من هذا كله ضرورة الاهتمام والاعتناء بعمليّة التسويق خاصة التسويق الخارجيّ الذي يساعد على دعم الميزان التجاريّ من خلال تقوية الصادرات على حساب الواردات، من هنا فقد كان لزاماً على الإرادة السياسيّة في الدولة التدخل واتخاذ القرارات الضروريّة التي تسهّل عمل قنوات التبادل التجاريّ بين الدولة والدول الأخرى، بالإضافة إلى ضرورة تنشيط عمل الملحقيّات الاقتصاديّة والتجاريّة التي تتبع للسفارات المنتشرة في دول العالم، وذلك من خلال الترويج للبضائع المحليّة، ودراسة الأسواق الخارجيّة، ومحاولة فتح أسواق جديدة، ومعرفة رغبات الشعوب، ثمّ جمع هذه المعلومات وإرسالها إلى الجهات المعنيّة في الدولة من أجل استثمارها واستغلالها أفضل استغلال، التجارة ليست جهداً فرديّاً بل هي جهد جماعيّ آثاره الإيجابيّة وأياديه البيضاء ستعمّ على الجميع في حال نجاحه، وما الدول العظمى إلا أكبر مثال على ذلك.
المقالات المتعلقة بأهمية التجارة