عندما اشتدّ أذى قريشٍ للنبي محمد -صلى الله عليه وسلّم- وأصحابه ممّن آمن معه، وامتناع القبائل عن إيواء النبيّ وحماية دعوته من هذا الأذى؛ أذِن الله تعالى له ولأصحابه بالهجرة إلى المدينة المنورة، لتكون مركزاً لانطلاق الدعوة الإسلامية إلى جميع أنحاء العالم، وقد اختار الله تعالى المدينة بالذات لأسبابٍ لا يعلمها إلاّّ هو، غيرَ أنها كانت تمتاز بتحصينٍ حربيّ طبيعي يحميها من هجوم الأعداء.
كان سكان المدينة من الأوس والخزرج أيضاً يمتازون بالنخوة، والفروسيّة، والإباء، والحرية، حيث لا يقبلون الخضوعَ لأحدٍ، فلم يدفعوا لأيٍّ من القبائل أيَّ جبايةٍ، كما أنّ مسألةَ الأنسابِ والأرحام كانت تؤخذُ في عين الاعتبار، وقد كان أخوالُ النبيّ -صلى الله عليه وسلّم- من المدينة.
قبل أن يُهاجر النبي ويأمر أصحابه بالهجرة تأكّد من صِدق الأنصار، وقدرتهم على نصرته، وحبّهم العميق للدين الإسلاميّ، وإيمانهم الصادق بالله تعالى، كما تأكد -صلى الله عليه وسلّم- من ثباتِ العقيدة في نفوسِ المهاجرين.
أعمال الرسول في المدينة المنورةانتظر الصحابة الأنصارُ قدومَ رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- وصاحبِه أبي بكرٍ الصدّيق -رضي الله عنه- على أحرَّ من الجمر، وعندما أقبل أخذوا يرددون: "جاء نبي الله -صلى الله عليه وسلّم-"، وكان ذلك اليوم يوم عيدٍ وابتهاجٍ عندهم، حيث لبسوا أحسن الملابس لديهم، وقد قام النبي بعدة أعمالٍ عند قدومه المدينة المنورة، منها:
المقالات المتعلقة بأعمال الرسول في المدينة