الحفظ تختلف قدرات الحفظ عند الكبار، وتتفاوت بينهم وبين من هم في ريعان الشباب، فالكبار ونظراً لكثرة مشاغلهم وكثرة همومهم، وتعدد مسؤولياتهم لا يمتلكون ذات القدرة على الحفظ التي يمتلكها الشباب، وبما أنّ العلاقة بالقرآن الكريم علاقة تعبديّة خاصة، فإنّ الرغبة في حفظه لا تقتصر على الشباب دون كبار السن، فثمةَ طريقة في خطوات ومراحل لحفظ القرآن الكريم عند الكبار ممن توفر لديهم الإرادة والعزم على الحفظ، وانتصروا على سلطان الهوى بقوّة الإيمان.
كيفيّة حفظ القرآن الكريم للكبار - التكرار، وذلك بتكرار الآيات المنويّ حفظها بعد استيعاب معناها بشكل مجمل.
- المدارسة الذاتية والجماعية، حيث يقوم بتسميع ما تم حفظه لنفسه غيباً، ويقوم بعد ذلك بتسميعه لشخص آخر يشاركه ذات الاهتمام؛ لأنّ التسميع لمن لا تتوفر لديه خطة الحفظ مدعاة للملل والفتور.
- البدء بما يسهل حفظه، كقصار السور، وقصار الآيات، لأنّ البدء بالحفظ بالآيات الطويلة، أوالسور الطويلة، يُسبب نوع نفور عن متابعة الحفظ، في حين أنّ حفظ قصار السور وقصار الآيات، يعزز من رغبته وهمّته معاً لمتابعة الحفظ.
- قيام الليل بما يحفظ، فقيام الليل يساعد في تثبيت المحفوظ؛ وذلك لتعهده الحفظ بالمراجعة والإتقان قبل الشروع في القيام، ليتجنّب الخطأ به في الصلاة.
- الاستماع الدائم للقرآن الكريم كلّما سنحت الفرصة، وهذا يفيد في تثبيت ما تمّ حفظه، وكذلك ما هو بصدد حفظه، والأفضل الاستماع للحفظ أثناء استراحته وجلوسه، فإنّه يعين على الحفظ والتثبيت.
- التغني بالقرآن الكريم كلّما كانت نفسيته مهيأة لذلك، ويساعد ذلك في تثبيت ما تمّ حفظه من القرآن الكريم.
- اختيار الأوقات المناسبة للحفظ، كأوقات السحر، وأوقات القيام، وما قبل الغروب.
- تنظيم الوقت واستثماره جيداً، وهذ خير معين في حفظ القرآن الكريم، حيث يشعر أنّ كل دقيقة يجب أن يُنجز فيها شيئاً من الحفظ.
- تَخيُّل النص الذي يحفظه وتصور أحداثه، وهذا مفيد في اتجاهين في عملية الحفظ والتثبيت معاً.
- وينصح أيضاً بتوحيد المصحف المختار للحفظ، بأن يكون مصحفاً واحداً طيلة فترة الحفظ، لما له من حسن ارتباط وَتعلُّق بالخيال، والصور الذهنية في الحفظ.
- وينصح أيضاً أن يكون المصحف مناسباً جداً للقراءة من ناحية حجم الخط وخلفية الكتابة؛ لأنّ ذلك مريح للنظر ومشجع على الاستمرار دون ملل.
هي إذاً خطوات بمجموعها تسهم بكل تأكيد في حفظ القرآن الكريم حتى عند الكبار في السن ممن امتلكوا الهمّة والإرادة والعزيمة وَالبِدار في الحفظ ، فيملؤون به صدورهم وقلوبهم، وَيُقوِّمون به سلوكهم، فيغدون به مصاحفاً تدب وتمشي على الأرض، ويصعدون معه سُلَّمَ الترقي في صعود العلاقة مع كتاب الله عز وجل، فتنتقل حياتهم بالكلية لتصبح أكثر سعادة واستقراراً.