تعدّ سورة المجادلة من السور المدنيّة، ترتيبها الثامن والخمسون في القرآن الكريم من الجزء الثامن والعشرين، يبلغ عدد آياتها اثنتين وعشرين آيةً، سميت بهذا الاسم لأنّ فيها قصة المرأة التي جادلت الرسول الكريم، ولهذه السورة اسمان آخران وهما سورة "قد سمع" وسورة "الظهار".
أحكام سورة المجادلةتتشابه آيات سورة المجادلة مع طبيعة السور المدنية الأخرى، التي تتناول تبيين الأحكام الشرعيّة والفقهية لحياة المسلمين بعد الدخول بالإسلام، وكيفيّة التعامل مع غيرهم من غير المسلمين مثل اليهود والنصارى، وتبين حكم الشرع ببعض الممارسات التي كانت في الجاهليّة، ومن الأحكام التي نزلت في سورة المجادلة، تحريم الظهار الذي كان شائعاً بين الكفار، وبيان كفّارة من يقوم به، بالإضافة إلى بيان حكم التناجي ومصادقة أعداء الإسلام وأعداء الله، والحديث عن المنافقين والكفار واليهود.
وتتلخّص أحكام سورة المجادلة بالتالي:
نزلت سورة المجادلة لبيان عدد من الأحكام الإسلاميّة، إلا أن السبب الرئيسي لنزولها وتسميتها بهذا الاسم هي قصة المرأة التي اشتكت زوجها إلى الله، وجادلت الرسول صلى الله عليه وسلم فيه، وهذه المرأة هي خولة بنت ثعلبة وزوجها الأنصاري أوس بن الصامت، فقد قدمت خولة إلى الرسول عليه الصلاة والسلام تشتكي زوجها بعد أن حرّمها على نفسه بعد أن كبرت بالعمر وشابت، والظهار يعني تشبيه الرجل زوجته بالأم أو إحدى المحارم كالأخت أو البنت وتحريمها على نفسه، وعندما ذهبت للرسول عليه السلام تستفتيه، أخبرها بأنها حرام على زوجها، فبقيت تحاوره وتجادله، حتى أنزل الله الوحي على النبي ببيان كفّارة الظهار، فطلب الرسول من زوجها تحرير رقبة، فإن لم يجد ثمنها، فعليه صيام شهرين متتابعين، وإن لم يستطع فعليه إطعام ستين مسكيناً.
المقالات المتعلقة بأسباب نزول سورة المجادلة