أسباب قيام الحرب العالمية الأولى

الحرب العالمية الاولى من أشهر الحروب التي قامت بين الدول الأوروبية، وكانت النتيجة وقوع ملايين الضحايا من القتلى في العديد من الدُول التي شاركت فيها، في الوقت الذي كانت كُل دولة من الدُول المشاركة فيها تتوقع نصراً عظيماً لصالحها، وبالرغم من هذا فإن هذه الحرب أدت إلى إنهاء السياسات الظالمة التي كانت تستعمر الدُول الأُخرى رغماً عنها.

إن السبب الأول لقيام الحرب العالمية الأولى كان اغتيال ولي العهد النمساوي فرانز فرديناند، في الحادثة الشهيرة التي حصلت في سراييفو الواقعة بين البوسنة والهرسك على يد طالب صربي، وذلك بالتعاون مع منظمات صربية تدعو لنيل الحرية والاستقلال للبوسنة، وهذا حسبما فسرته النمسا.

بعد فشل المُصالحة بين الطرفين أعلنت النمسا حربها على الصرب، لتدخُل معها دُول أُخرى في تحالف ضد الصربيين ومن هُنا بدأت الحرب العالمية الأولى التي لم يكُن من المتوقع أن تصل لهذا الحد، ولم يكن هذا هو السبب الوحيد لقيام الحرب العالمية الأولى، بل هُناك عدد من الأسباب نوجزها فيما يلي:

• التحالفات السياسية: هي تحالفات ضمت عدداً من الدُول الأوروبية دون أُخرى بحيث لجأت عدة دُول لعمل تحالف مُنافس لتحالف دُول أُخرى، وبسبب هذه التحالفات أصبحت فرنسا وبريطانيا من الدُول العُظمى آنذاك التي تستعمر أية دولة تُريدها دون اعتراض من أحد، وفي الوقت نفسه كانت العلاقات بينهما سيئة فكٌل منهما يطمح لتوسيع إمبراطوريته على حساب الآخر، وقد اختصت كل من الدولتين باستعمار دول آسيا، وإفريقيا بينما دُول أوروبا فلها شأن آخر سنذكره لاحقاً.
• تطوُّر الأسلحة: في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين بدأت صناعة الأسلحة تنمو بشكل كبير في ألمانيا، ثُم أصبحت بريطانيا تحتل المرتبة الثانية في صناعة الأسلحة، ومن هُنا بدأت المُنافسة بين الدولتين وإنفاق كُل منهما المبالغ الباهظة لإنتاج أفضل أنواع الأسلحة.
• الاستعمار النمساوي للبوسنة والهرسك "مملكة صربيا".
• تنافس الدُول العظمى على استعمار دُول البلقان: هذا عندما نالت بعض الدُول استقلالها مثل اليونان، ورومانيا، وبلغاريا، وغيرها من الدُول، وبدأت النمسا، وروسيا بمحاولة فرض سيطرة كل منهما على الدُول المُستقلة.

من الأسباب الخفية لقيام هذه الحرب يكمُن في إبعاد الأنظار عن اليهود الذين كانوا يُخططون لاحتلال فلسطين، ففي هذه الفترة كانت المُخططات الصهيونية قد بلغت أوجهها، وفي انتظار بدء حملات الهجرة تحت غطاء دولي يجعلهم بعيدين عن أنظار الرأي العام، الذي كان مشغولاً بتبِعات الحرب، فقبل انتهاء الحرب العالمية الأولى تم منح اليهود وعد بلفور عام 1917 الذي نص على أن يكون لهم دولة على أرض فلسطين.