تلوّث الغذاء كما هو معلوم، فإنّ الإنسان بحاجة إلى تناول الأغذية المفيدة والنافعة لجسمه، حيث إنّ هذه الأغذية تمدّه بالعناصر الرئيسيّة التي يحتاجها جسمه للبقاء على قيد الحياة، وامتلاك القدرة على أداء المهمّات والواجبات المطلوبة منه على أكمل وجه، إلا أنّه وحتى يستفيد الإنسان من هذا الغذاء، لا بدّ أن يكون متوفّراً على الشروط الصحّيّة التي تجعل الإنسان قادراً على استهلاكه، فتلوّث الأغذية من المشاكل المنتشرة بشكل واسع في العالم، حيث يقصد بها تعرّض الأغذية لبعض الموادّ الضارّة بجسم الإنسان كمسبّبات الأمراض، أو المواد الكيميائيّة، أو أيّ مادّة أخرى ضارّة بالإنسان، وقادرة على أن تتسبّب له بالأمراض والاعتلالات المختلفة، وللتلوّث الغذائيّ العديد من الأسباب المختلفة التي تتسبّب به، ولعلَّ أبرز هذه الأسباب ما يلي.
أسباب التلوّث الغذائيّ - تحلل الغذاء بفعل عوامل مختلفة منها الإبقاء عليها لأوقات طويلة في أماكن غير آمنة، أو تعريضها للإشعاعات الناتجة عن الصخور المشعّة، إلى جانب العديد من العوامل الأخرى، حيث إنّ هذه مثل هذه الأسباب والعوامل لا يكون للإنسان تدخّل بشكل مباشر فيها، لهذا فإنّه يطلق على هذه الملوّثات اسم الملوّثات الطبيعيّة.
- تلوّثه بمسبّبات الأمراض الناتجة عن تعرّض الطعام للحشرات، والقوارض على اختلاف أنواعها، حيث يطلق على هذا النوع اسم التلوّث البكتيريّ، وهو يعتبر بشكل أو بآخر نوعاً من أنواع التلوّث بالملوّثات الطبيعيّة الموضّحة سابقاً، حيث تساعد هذه الكائنات على انتقال مسبّبات الأمراض إلى الطعام، ثمّ إلى من يتناول هذا الطعام، ومن أشهر أنواع مسبّبات الأمراض التي تنتقل إلى الإنسان من خلال الطعام بكتيريا السالمونيلا، وهي المسبّبة لحمى التيفوئيد المشهورة والمعروفة، كما أن مثل هذه الملوثات لا تؤثّر على الإنسان وحده، بل قد تؤثّر على مختلف أنواع الحيوانات التي قد تتغذّى على الأطعمة نفسها التي يتغذّى الإنسان عليها.
- تلوث الطعام بالملوثات البشرية المختلفة كتعريضه للملوّثات الكيميائيّة، أو الهرمونيّة، أو تعريضه لخطر الموادّ المشعّة، أو المبيدات الحشريّة، أو وضعه في بيئات قذرة، أو خلطه مع المياه الفاسدة، والعديد من أنواع الملوّثات الأخرى، وقد تتسبّب الملوّثات البشريّة لمن يتناول الطعام بأمراض خطرة جدّاً وعلى رأسها أنواع السرطانات المنتشرة في العالم كله على نطاق واسع جداً، والتي تجري اليوم محاولات عديدة من أجل تقليل عدد الإصابات بمثل هذه الأمراض الخبيثة.
أساليب حفظ الطعام من التلوث يجب اتخاذ العديد من التدابير من أجل التقليل من كمية الأغذية الملوثة، كالتأكد من عدم ترك الطعام دون غطاء، مع ضرورة وضع الطعام المتبقي في المبرد مباشرة، وغسل اليدين قبل لمس الطعام بشكل جيد مع التعقيم، وإبعادها بشكل تام عن أية مواد كيميائية أو مشعة قد تتسبّب لها بالملوثات، والحذر عند التعامل مع الأسماك واللّحوم النيّئة، واتّباع إرشادات السلامة العامّة مع مثل هذه الأصناف، إلى جانب العديد من الإجراءات الأخرى الهامّة.