زكاة الفطر هي الصدقة التي تجب بالفطر من رمضان، وشرعها الله على عباده المسلمين في السنة الثانية للهجرة، ويخرجها المسلم عنه وعن كل من وجب عليه نفقتهم بمقدار صاع واحد من صاع النبي صلى الله عليه وسلم عن كل فرد؛ أي ما يقارب ثلاثة كيلوغرامات تقريباً، بحيث يدفعها للفقراء والمساكين، وفي هذا المقال سنعرفكم على أحكام زكاة الفطر.
أحكام زكاة الفطرأوجب الله زكاة الفطر على كل مسلم، سواء كان ذكر أم أنثى، صغيراً أم كبيراً، عاقلاً أم مجنوناً، وذلك لقول ابن عمر رضي الله عنهما: (فرَض رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم زكاةَ الفِطرِ، صاعًا من تمرٍ أو صاعًا من شعيرٍ، على العبدِ والحرِّ، والذكرِ والأنثى، والصغيرِ والكبيرِ، من المسلمينَ، وأمَر بها أن تؤدَّى قبلَ خروجِ الناسِ إلى الصلاةِ) [ رواه البخاري]، وأجمع أهل العلم على أن صدقة الفطر فرض.
اشترط الإسلام لوجوب زكاة الفطر شرطان، هما: يجب أن يكون العبد الذي يخرجها مسلماً، فلا تجوز من الكافر، وذلك لقوله تعالى: ( وَمَا مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ) [التوبة: 54]، أما الشرط الثاني فهو أن يكون العبد قادراً على إخراجها، بأن يكون عنده يوم العيد وليلته، قدراً زائداً عن قوته وقوت عياله، وقوت كل من يلزم نفقتهم عليه؛ كالوالدين، والزوجة، من طعام، وشراب، ومسكن، وملبس، ولا بدّ من الإشارة إلى أن زكاة الولد الصغير على والده، إذا لم يكن الصغير يمتلك المال، أما إذا كان يمتلك المال فتجب الزكاة من ماله، ولا تجب من مال الأب، وأجمع العلماء على أن الدين ليس من موانع وجوب زكاة الفطر.
الحكمة من وجوب زكاة الفطرتجب زكاة الفطر على المسلم بغروب الشمس في ليلة العيد، فمن كان من أهل الوجوب وجب عليه أداؤها، ومن مات قبل الغروب لم تجب عليه الزكاة، ومن مات بعد الغروب ولو بدقائق، وجب على أهله إخراج زكاة الفطر عنه، أما من وُلد له ولد بعد الغروب لم تجب فطرته، ولكن من السنة إخراجها عنه، أما إذا وُلد قبل الغروب وجبت زكاته، أما من أسلم بعد الغروب فلا تجب عليه الزكاة، أما من أسلم قبل الغروب وجبت عليه الزكاة.
يفضل إخراج زكاة الفطر قبل أداء صلاة العيد، وذلك لأن القصد منها هو إغناء الفقراء عن السؤال في هذا اليوم، وبذلك يستطيعون أن يشاركوا في هذا اليوم بفرح وسرور، ويجوز تقديمها قبل العيد بيوم أو يومين، ولا بدّ من الإشارة إلى أنه لا يجوز أداؤها بعد صلاة العيد بغير عذر، ومن أداها بعد الصلاة، لم تقبل منه، وتعتبر من الصدقات، أما إذا كان تأخيرها لعذر كأن لا يجد من يدفعها له، أو أن يكون خبر العيد مفاجئاً، فلا يتمكن من إخراجها قبل العيد، وفي هذه الحالات يجوز له أن يخرجها بعد العيد؛ لأنه معذور في ذلك.
المقالات المتعلقة بأحكام زكاة الفطر