أثر الإيمان في حياة الفرد

يُقصَدُ بالإيمان الإيمانُ بالله، وملائكته، ورسله، والإيمان بالقدر خيرِه وشره، والإيمان باليوم الآخر، وهو من أسسِ العقيدةِ عند الإنسان المسلم، ولا يعد المسلم مؤمناً إن لم يكن على يقينٍ تامٍ وإيمانٍ مطلقٍ بهذه الأركان الخمسة، وهذا الإيمان موطنه القلبُ وليس الّلسان، فليس كلُّ مَن قال إنّه مؤمنٌ فهو مؤمنٌ، إنما يرسَخُ الإيمان في القلب والروح، فيشعرُ به المؤمن ويتغلغل في أعماق فؤادِه ويسري في ثنايا قلبه، والمؤمن المخلص يشعر بقيمة إيمانه، ويشعر بأثرِه في حياتِه وعمله، وهذه الآثار كثيرةٌ لا يدركُها ولا يشعرُ بها غير المؤمن.

• المسلم المؤمن يعيشُ في سكينةٍ وطمأنينة لا حدودَ لها، فقلبُه مشروحٌ دائماً، وخاطرُه مرتاحٌ لا يشغله شيءٌ من هموم الدنيا، لأنّه يتوكلُ على الله سبحانه وتعالى في جميع أحواله وأوقاته.
• الإيمان يحفظُ كرامة المؤمن ويصون عزّةَ نفسه؛ حيث يكونُ المؤمنُ على يقينٍ تامّ بأنّ الله سبحانه وتعالى هو الرّازق، وهو الذي يهبُ كلَّ مخلوقٍ رزقه، فليس بحاجةٍ إلى أن يطأطئ رأسَه لأحد، ولا أن يريقَ ماء وجهه لغير الله سبحانه وتعالى.
• المؤمن الوفيّ يرى نعم الله عليه ويدركُها، فيزداد قلبه تعلقاً بخالقه، ويشعر بعظيم عطائه وسخاء كرمه، فيبيت شاكراً لله، ممتناً لعظيم نعمه وأفضاله.
• الإيمان الحقيقيُّ يقوّي عزيمة صاحبه في الشدائد، ويهوّن عليه المصائب، لأنّه يعلمُ أنّ الله إذا أحبّ عبداً من عباده ابتلاه، وأن لله تعالى حكمةً في كلّ قضاء يقضيه وإن عجز هو عن إدراكه، لذلك فإنّ المؤمنَ يسلّم أمرَه لبارئه، ويرضى بكلِّ ما قدره له، ومن صفات المؤمن أنّه قويٌّ أمام الفتن؛ فلا يضعف أمامَها ولا يخافُ إلا الله تعالى.
• المؤمنُ القويّ يخافُ الله سبحانه وتعالى، ويؤمنُ بقدرته وانتقامه، فيبتعدُ عن الذنوب، ويتجنّب المعاصي؛ خوفاً من الله تعالى وطلباً لرضاه ومغفرته.
• التوكّل على الله من أهمّ أسباب النجاح والتوفيق في الحياة الدنيا، فالله ييسّر الخيرَ لعبده المؤمن، ويرزقه من حيث لا يحتسب.
• المؤمن الصالح يسعى دائماً إلى صلاح نفسه ومجتمعه، فهو فردٌ فعالٌ منتجٌ في مجتمعه، ويسعى دائماً لخدمة بلده وأهله.
• المؤمن يحظى دائماً بمحبة الله ومحبة عباده، وهو محطُّ احترامٍ وتقديرٍ من الجميع، فمن يعظّم الله يعظمه، ومن يتّقيه يرفعْ درجاتِه في الدنيا والآخرة.
• يمكّن الله تعالى عباده المؤمنين في الأرض، ويجعلهم خلفاءه فيها، فيعمرونها بالخير والسلام، تحت راية الله سبحانه وتعالى.