الإيمان
إنّ التأمّل في بديع خلق الله، من أرض، وسماء، وكواكب، ونجوم وحيوانات، وطيور، وغيرها الكثير مما لا يعدّ ولا يحصى من مخلوقات الله، يدفعه بالإنسان للإيمان بخالقها الله سبحانه وتعالى، ويجدر بالذكر أنّ الإيمان لا يكتمل إلا باجتماع أركان الإيمان الستة، وهي :الإيمان بالله، أي الإيمان بأنّ الله واحد لا شريك له، وأنه خالق كلّ ما في الوجود، ولا نعبد سواه، والإيمان بالملائكة ونعني به التصديق بوجود الملائكة الذين خلقهم الله، والإيمان بالرسل الذي يتضمّن التصديق بكلّ الرسل الذين بعثهم الله من أجل هداية الناس، وكذلك الإيمان بالكتب السماويّة أي التصديق بكلّ الكتب التي أنزلت من عند الله، والإيمان باليوم الآخر أي التصديق بوجود يوم يحاسب فيه الناس على أعمالهم، ولا ننسى الإيمان بالقدر الذي يتضمّن التصديق بأن كلّ ما يصيب الإنسان من خير أو شرّ هو بتقدير الله وعلمه.
الآثار المترتبة على الإيمان إنّ المؤمن بالله حقّاً، لا بدّ أن تتجلّى عليه علامات وآثار هذا الإيمان في نفسه، ومن هذه الآثار، نذكر ما يلي:
- التحلّي بالأخلاق الإسلامية، مثل: الشجاعة، والصدق، والأمانة، والإخلاص، والكرم، واحترام الوقت، ومعاملة الآخرين معاملة طيبة، وبرّ الوالدين، والعطف على الصغار، ومساعدة المحتاجين والفقراء.
- القيام بالأعمال الصالحة، ونقصد بذلك القيام بكلّ عمل أمرنا الله عزّ وجلّ على فعلها، مثل: أداء العبادات، كالحجّ والدّعاء، والزكاة، وتلاوة القرآن الكريم، وحمد الله وشكره بالقلب والجوارح.
- الإيمان يبعث على الطمأنينة في نفس المؤمن؛ فيظلّ المؤمن مرتاح البال، مطمئنّ النفس، لعلمه علم اليقين أنّ النفع والضرّ بيد الله سبحانه، وأنّ الله هو الرزّاق الكريم، فلا يخاف المؤمن إلّا الله سبحانه وتعالى، وفي الآية الكريمة: " الذين آمنوا وتطمئنّ قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئنّ القلوب".
- حسن الظن بالله واليقين بتحقيق الأهداف التي يطمح لها الفرد، فتحقيقها يرتبط بمدى حسن ظن العبد بربه، ففي الحديث القدسي، يقول الله عزّ وجلّ: " أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء".
- يؤمن أنّ كل شيء حسن وجيّد في حياته هو من فضل الله، وأنّ ما يصيب الإنسان من شرّ هو من عند نفسه لقوله تعالى: "وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون"، ولذلك فإنه يدعو الله بدعاء "لا إله إلّا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين"؛ اعترافاً وتسليماً منه بأنّ الشيء السلبي أو المكروه الذي حصل معه، هو من نفسه ونتيجة لأفعاله أو ذنوبه، وما أن يستغفر المؤمن الله؛ حتى تزول عنه كربه؛ كون الاستغفار يمحو الذنوب والسيئات.