القرب من الله ينشد المسلم على الدّوام أن يكون قريبًا من ربّه سبحانه وتعالى، فالقرب يضفي على علاقة الإنسان بربّه معاني كثيرة حيث تفيض على الإنسان السّكينة والرّحمة من ربّه ويشعر الإنسان بعناية ربّه وحفظه أينما حلّ وارتحل، ولا شكّ بأنّ القرب من الله تعالى سهلٌ لمن أراد ذلك حيث أنّ أبواب الله تعالى دائمًا مفتوحة يقبل من التّائب ويتجاوز عن المسيء ويعفو عن الزّلات ويغفر السّيئات ويجيب الدّاع إذا دعاه.
إنّ النّاظر في أحوال الدنيا والعباد يرى كثيرًا من النّاس يتقرّب إلى من يطلب ودّه أو يريد نفعه بالهدايا والعطايا والكلام المنمّق والمديح، ولله تعالى المثل الأعلى فهو أحقّ من يرتجى منه القرب فهو ربّ العباد الممتن عليهم بالنّعم التي لا تعدّ ولا تحصى، وهو وحده القادر سبحانه على تحقيق مراد العباد وغايتهم بقوله كن فيكون.
طرق التقرّب من الله إنّ هناك كثيرٌ من الطّرق التي تعيين المسلم على أن يتقرّب إلى رّبه سبحانه ونذكر منها:
- تصحيح عقيدة التّوحيد لدى المسلم، فكثيرًا من المسلمين تراه في حياته يشرك بالله شركًا خفيًّا ويراءي النّاس في عباداته ومعاملاته والأصل في المسلم الذي يبتغي قرب الله تعالى أن يخلص النّية لله تعالى بتصحيح عقيدته وتوحيد ربّه سبحانه على كلّ حال.
- سلامة القلب من الضّغائن والحسد وأمراض القلوب، فالمسلم حينما يكون سليم القلب يكون أقرب إلى ربّه سبحانه وتعالى وأجدر أن ينال نعيمه وجنّته، بينما ترى النّفوس التي يشغلها ما عند النّاس قلوب بعيدة عن ربّها معلّقة بزخرف الحياة الدّينا ومتاعها الزّائل.
- الابتعاد عن المعاصي والذّنوب، فالمسلم حينما يرضي ربّه سبحانه فيبتعد عن ما نهاه عنه فإنّه يتقرّب إلى الله تعالى.
- الاستجابة إلى أوامر الله تعالى، فالله سبحانه وتعالى يرضى على عبده الذي يرعي سمعه ما أمر به في كتابه العزيز، وفي الأثر "إذا سمعت يا أيّها الذن آمنوا فأرعها سمعك؛ فإنّه خيرٌ يؤمر به أو شرٌ ينهى عنه".
- أداء النّوافل والاستزادة منها، ففي الحديث القدسي الشّريف قوله سبحانه وما يزال عبدي يتقرّب إلي بالنّوافل حتّى أحبّه، فالنّوافل وهي ما زاد عن الفريضة والسّنة من ركعات أو صيام، أو صدقة تؤدّي إلى القرب الذي يؤدّي بدوره إلى نيل محبة الله تعالى ورضوانه.
- أن يحبّ المسلم أخاه المسلم ، فالله تعالى يرضى على عباده المتحابّيين فيه ويكافئهم على ذلك.
أخيرًا التّخلق بالأخلاق الحسنة النبيلة من عفوٍ وتسامح وصدق حديث وغير ذلك ممّا يجعل المسلم أقرب النّاس مجلسًا من رسول الله وبالتالي يكون أقرب إلى الله تعالى.