المعلقات السبع هي من أشهر قصائد العصر الجاهلي التي تم كتابتها بماء الذهب وتعليقها على الكعبة، إحتوت على الخيال والإبداع والصدق، فقد وصفت الحياة بشكل دقيق في هذه الفترة، وبينت خصائص الشعر بشكل واضح، وتميزت بعديد من الصفات التي منحتها مكانة كبيرة ومميزة.
محتويات
المعلقات السبع امرؤ القيس
قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزلبسقط اللّوى بين الدّخول فحومل
فتوضح فالمقراة لم يعف رسمهالما نسجتها من جنوب وشمال
ترى بعر الأرآم في عرصاتهاوقيعانها كأنه حبّ فلفل
كأني غداة البين يوم تحملّوالدى سمرات الحيّ ناقف حنظل
وقوفاً بها صحبي عليّ مطيّهميقولون لا تهلك أسى وتجمّل
وإنّ شفائي عبرة مهراقة فهل عند رسم دارس من معوّل
كدأبك من أمّ الحويرث قبلهاوجارتها أمّ الرباب بمأسل
ففاضت دموع العين مني صبابةنزول اليماني ذي العياب المحمّل
ألا ربّ يوم لك منهنّ صالحولا سيّما يوم بدارة جلجل
ويوم عقرت للعذارى مطيتيفيا عجباً من كورها المتحمّل
فظلّ العذارى يرتمين بلحمهاوشحم كهداب الدمقس المفتل
ويوم دخلت الخدر خدر عنيزةفقالت لك الويلات إنك مرجلي
تقول وقد مال الغبيط بنا معاًعقرت بعيري يامرأ القيس فانزل
فقلت لها سيري وأرخي زمامهولا تبعديني من جناك المعلل
فمثلك حبلى قد طرقت ومرضعفألهيتها عن ذي تمائم محول
إذا ما بكى من خلفها أنصرفت لهبشقّ وتحتي شقّها لم يحوّل
ويوماً على ظهر الكثيب تعذّرتعليّ وآلت حلفةً لم تحلّل
أفاطم مهلاً بعض هذا التدللوإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
وإن تك قد ساءتك مني خليقة فسلّي ثيابي من ثيابك تنسل
أغرّك مني أنّ حبّك قاتليوأنك مهما تأمري القلب يفعل
وما ذرفت عيناك إلا لتضربيبسهميك في أعشار قلب مقتّل
و بيضة خدر لا يرام خباؤهاتمتّعت من لهو بها غير معجل
تجاوزت أحراساً إليها ومعشراًعليّ حراساً لو يسروّن مقتلي
إذا ما الثريا في السماء تعرضتتعرض أثناء الوشاح المفصّل
فجئت وقد نضّت لنوم ثيابهالدى السّتر إلاّ لبسة المتفضّل
فقالت يمين الله ما لك حيلةوما إن أرى عنك الغواية تنجلي
خرجت بها أمشي تجرّ وراءنا على أثرينا ذيل مرط مرحّل
فلما أجزنا ساحة الحيّ وأنتحىبنا بطن خبت ذي حقاف عقنقل
هصرت بفودي رأسها فتمايلتعليّ هضيم الكشح ريّا المخلخل
مهفهفة بيضاء غير مفاضةترائبها مصقولة كالسجنجل
كبكر المقاناة البياض بصفرةغذاها نمير الماء غير المحلل
تصد وتبدي عن أسيل وتتّقيبناظرة من وحش وجرة مطفل
وجيد كجيد الرئم ليس بفاحشإذا هي نصّته ولا بمعطّل
وفرع يغشي المتن أسود فاحمأثيت كقنو النخلة المتعثكل
غدائره مستشزرات إلى العلىتضل المداري في مثنى ومرسل
وكشح لطيف كالجديل مخصروساق كأنبوب السقي المذلل
وتعطو برخص غير شثن كأنّهأساريع ظبي أو مساويك إسحل
تضيء الظلام بالعشاء كأنهامنارة ممسى راهب متبتل
وتضحي فتيت المسك فوق فراشهانؤوم الضّحى لم تنتطق عن تفضّل
إلى مثلها يرنو الحليم صبابةإذا ما اسبكرّت بين درع ومجول
تسلت عمايات الرجال عن الصّباوليس صباي عن هواها بمنسل
ألا ربّ خصم فيك ألوى رددتهنصيح على تعذاله غير مؤتل
وليل كموج البحر أرخى سدولهعليّ بأنواع الهموم ليبتلي
فقلت له لما تمطّى بصلبهوأردف أعجازاً وناء بكلكل
ألا أيّها اللّيل الطّويل ألا أنجليبصبح وما الإصباح منك بأمثل
فيا لك من ليل كأنّ نجومهبكل مغار الفتل شدت بيذبل
كأن الثريا علّقت في مصامهابأمراس كتّان إلى صمّ جندل
وواد كجوف العير قفر قطعتهبه الذئب يعوي كالخليع المعيّل
فقلت له له لما عوى إن شأنناقليل الغنى لما تموّل
كلانا إذا ما نال شيئاً أفاتهومن يحترث حرثي وحرثك يهزل
وقد أغتدي والطّير في وكناتهابمنجرد قيد الأوابد هيكل
مكرّ مفرّ مقبل مدبر معاًكجلمود صخر حطه السيل من عل
على الذّبل جيّاش كأنّ اهتزامهكما زلّت الصّفواء بالمتنزّل
مسحّ إذا ما السابحات على الوناأثرن غباراً بالكديد المركل
يزل الغلام الخف عن صهواتهويلوي بأثواب العنيف المثقل
على العقب جيّاش كأن اهتزامهإذا جاش فيه حميه غلي مرجل
يطير الغلام الخفّ على صهواتهويلوي بأثواب العنيف المثقّل
درير كخذروف الوليد أمرّهتقلب كفيه بخيط موصل
له أيطلا ظبي وساقا نعامةوإرخاء سرحان وتقريب تنفل
كأن على الكتفين منه إذا أنتحىمداك عروس أو صلاية حنظل
فبات عليه سرجه ولجامهوبات بعيني قائماً غير مرسل
فعنّ لنا سرب كأنّ نعاجهعذارى دوار في ملاء مذيّل
فأدبرن كالجزع المفصل بينهبجيد معمّ في العشيرة مخول
فألحقنا بالهاديات ودونهجواحرها في صرة لم تزيّل
فعادى عداءً بين ثور ونعجةدراكاً ولم ينضح بماء فيغسل
فظلّ طهاة اللّحم من بين منضجصفيف شواء أو قدير معجّل
ورحنا راح الطرف ينفض رأسهمتى ما ترقّ العين فيه تسفّل
كأنّ دماء الهاديات بنحرهعصارة حنّاء بشيب مرجّل
وأنت إذا استدبرته سدّ فرجهبضاف فويق الأرض ليس بأعزل
أحار ترى برقاً أريك وميضهكلمع اليدين في حبي مكلل
يضيء سناه أو مصابيح راهبأهان السليط في الذّبال المفتّل
وأضحى يسحّ الماء عن كل فيقةيكبّ على الأذقان دوح الكنهبل
وتيماء لم يترك بها جذع نخلةولا أطماً إلا مشيداً بجندل
كأن ذرى رأس المجيمر غدوةمن السّيل والأغثاء فلكة مغزل
كأنّ أباناً في أفانين ودقهكبير أناس في بجاد مزمّل
وألقى بصحراء الغبيط بعاعهنزول اليماني ذي العياب المخوّل
كأنّ السّباع فيه غرقى عشيّةبأرجائه القصوى أنابيش عنصل
على قطن بالشّيم أيمن صوبهوأيسره على السّتار فيذبل
طرفة بن العبد
لخولة أطلال ببرقة ثهمدتلوح كباقي الوشم في ظاهر اليد
بروضة دعمي فأكناف حائلظللت بها أبكي وأبكي إلى الغد
وقوفاً بها صحبي على مطيهميقولون لا تهلك أسىً وتجلد
كأن حدوج المالكية غدوةًخلايا سفين بالنواصف من دد
عدولية أو من سفين ابن يامنيجور بها الملاح طوراً ويهتدي
يشق حباب الماء حيزومها بهاكما قسم الترب المفايل باليد
وفي الحي أحوى ينقض المرد شادنمظاهر سمطي لؤلؤ وزبرجد
خذول تراعى ربرباً بخميلةتناول أطراف البرير وترتدي
وتبسم عن ألمى كأن منوراًتخلل حر الرمل دعص له ند
سقته إياة الشمس إلا لثاثهأسف ولم تكدم عليه بإثمد
ووجه كأن الشمس ألقت رداءهاعليه نقي اللون لم يتخدد
وإني لأقضي الهم عند احتضارهبعوجاء مرقال تروح وتغتدي
أمون كألواح الإران نسأتهاعلى لاحب كأنه ظهر برجد
جمالية وجناء تردي كأنهاسفنجة تبري لأزعر أربد
تباري عتاقاً ناجيات وأتبعتوظيفاً وظيفاً فوق مور معبد
تربعت القفين في الشول ترتعيحدائق مولي الأسرة أغيد
تريع إلى صوت المهيب وتتقيبذي خصل روعات أكتف ملبد
كأن جناحي مضرجي تكنفاحفافيه شكا في العسيب بمسرد
فطوراً به خلف الزميل وتارةًعلى حشف كالشن ذاو مجدد
لها فخذان أكمل النحض فيهماكأنهما بابا منيف ممرد
وطي محال كالحني خلوقهوأجرنة لزت بدأي منضد
كأن كناسي ضالة يكنفانهاو أطر قسي تحت صلب مؤيد
لها مرفقان أفتلان كأنهايمر بسلمي دالج متشدد
كقنطرة الرومي أقسم ربهالتكتنفن حتى تشاد بقرقد
صهابية العثنون موجدة الفرابعيدة وخد الرجل موارة اليد
أمرت يداها فتل شزر وأجنحتلها عضداها في سقيف مسند
جنوح دفاق عندك ثم أفرغتلها كتفاها في معالى مصعد
كأن علوب النسع في وأياتهاموارد من خلقاء في ظهر قردد
تلاقى وأحياناً تبين كأنهابنائق غر في قميص مقدد
وأتلع نهاض إذا صعدت بهكسكان بوصي بدجلة مصعد
وجمجمة مثل الفلاة كأنماوعى الملتقى منها إلى حرف مبرد
وخد كقرطاس الشآمي ومشفركسبت اليماني قده لم يجرد
وعينان كالماويتين استكنتابلهفي حجاجي صخرة قلت مورد
طحوران عوار القذى فتراهماكمكحولتي مذعورة أم فرقد
وصادقتا سمع التوجس للسرىلهجس خفي أو لصوت مندد
مؤللتان تعرف العتق فيهماكسامعتي شاة بحومل مفرد
وأروع نباض أحد ململمكمرداة صخر في صفيح مصمد
وإن شئت سامى واسط الكور رأسهاو عامت بضبعيها نجاء الحفيدد
وإن شئت لم ترقل وإن شئت أرقلتمخافة ملوي من العد محصد
وأعلم محزوت من الأنف مارنعتيق متى ترجم به الأرض تزدد
إذا أقبلت قالوا تأخر رحلهاوإن أدبرت قالوا تقدم فاشدد
وتضحي الجبال الحمر خلفي كأنهامن البعد حفت بالملاء المعضد
وتشرب بالقعب الصغير وإن تقدبمشفرها يوماً إلى الليل تنقد
على مثلها أمضي إذا قال صاحبيألا ليتني أفديك منها وأفتدي
وجاشت إليه النفس خوفاً وخالهمصاباً ولو أمسى على غير مرصد
إذا القوم قالوا من فتىً؟خلت أننيعنيت فكم أكسل ولم أتبلد
أحلت عليها بالقطيع فأجذمتوقد خب آل الأمعز المتوقد
فذالت كما ذالت وليدة مجلستري ربها أذيال سحل معدد
ولست بحلال التلاع مخافةًولكن متى يسترفد القوم أرفد
وإن تبغني في حلقة القوم تلقنيوإن تقتنصني في الحوانيت تصطد
متى تأتني أصبحك كأساً رويةًوإن كنت عنها غانياً فاغن وازدد
وإن يلتق الحي الجميع تلاقنيإلى ذروة البيت الكريم المصمد
نداماي بيض كالنجوم وقينةتروح علينا بين برد ومجسد
رحيب قطاب الجيب منها رقيقةبجس الندامى بضة المتجرد
إذا نحن قلنا أسمعينا أنبرت لناعلى رسلها مطروقةً لم تشدد
إذا رجعت في صوتها خلت صوتهاتجاوب آظآر على ربع رد
وما زال تشرابي الخمور ولذتيوبيعي وإنفاقي طريفي ومتلدي
إلى أن تحامتني العشيرة كلهاوأفردت إفراد البعير المعبد
رأيت بني غبراء لا ينكروننيولا أهل هذاك الطراف الممدد
ألا أيهذا اللائمي أحضر الوغىوأن أشهد اللذات هل أنت مخلدي
فإن كنت لا تسطيع دفع منيتيفدعني أبادرها بما ملكت يدي
ولولا ثلاث هن من عيشة الفتىوجدك لم أحفل متى قام عودي
ومنهن سبقي العاذلات بشربةكميت متى ما تعل بالماء تزبد
وكري إذا نادى المضاف محنباًكسيد الفضا بنهته المتورد
وتقصير يوم الدجن والدجن معجبببهكنة تحت الخباء المعمد
كأن البرين والدماليج غلقتعلى عشر أو خروع لم يحضد
ذريني أروي هامتي في حياتهامخافة شرب في الحياة مصرد
كريم يروي نفسه في حياتهستعلم : إن متنا غداً أينا الصدي
أرى قبر نخام بخيل بمالهكقبر غوي في البطالة مفسد
ترى جثوتين من تراب عليهماصفائح صم من صفيح منضد
أرى الموت يعتام الكرام ويصطفيعقيلة مال الفاحش المتشدد
أرى الموت يعتاد النفوس ولا أرىبعيداً غداً ما أقرب اليوم من غد
أرى العيش كنزاً ناقصاً كل ليلةو ما تنقص الأيام والدهر ينفد
لعمرك إن الموت ما أخطأ الفتىلكالطول المرخى وثنياه باليد
متى ما يشأ يوماً يقده لحتفهو من يك في حبل المنية ينقد
فما لي أراني وابن عمي مالكاًمتى أدن منه نيأ عني ويبعد
يلوم وما أدري علام يلومنيكما لامني في الحي قرط بن معبد
وأيأسني من كل خير طلبتهكأنا وضعناه إلى رمس ملحد
على غير ذنب قلته غير أننينشدت فلم أغفل حمولة معبد
وقربت بالقربى وجدك إننيمتى يك أمر للنكيثة أشهد
وإن أدع للجلى أكن من حماتهاو إن يأتك الأعداء بالجهد أجهد
وإن يقذفوا بالقذع عرضك أسقهمبكأس حياض الموت قبل التهدد
بلا حدث أحدثته وكمحدثهجائي وقذفي بالشكاة ومطردي
فلو كان مولاي امرءاً هو غيرهلفرج كربي أو لأنظرني غدي
و لكن مولاي امرؤ هو خانقيعلى السكر والتسآل أو أنا مفتد
و ظلم ذوي القربى أشد مضاضةًعلى المرء من وقع الحسام المهند
فذرني وخلقي إنني لك شاكرو لو حل بيتي نائياً عند ضرغد
فلو شاء ربي كنت قيس بن خالدو لو شاء ربي كنت عمرو بن مرثد
فأصبحت ذا مال كثير وزارنيبنون كرام سادة لمسود
أنا الرجل الضرب الذي تعرفونهخشاش كرأس الحية المتوقد
فآليت لا ينفك كشحي بطانةًلعضب رقيق الشفرتين مًهند
حسام إذا ما قمت منتصراً بهكفى العوذ فيه البدء ليس بمعضد
أخي ثقة لا ينثني عن ضريبةإذا قيل مهلاً قال حاجزه قدي
إذا ابتدر القوم السلاح وجدتنيمنيعاً إذا ابتلت بقائمه يدي
وبرك هجود قد أثارت مخافتيبواديها أمشي بعضب مجرد
فمرت كهاة ذات خيف جلالةعقيلة شيخ كالوبيل بلندد
يقول وقد ثر الوظيف وساقهاألست ترى أن قد أتيت بمؤيد
وقال : ألا ماذا ؟ ترون بشاربشديد علينا بغيه متعمد
وقال ذروه إنما نفعها لهوإلا تكفوا قاصي البرك يزدد
فظل الإماء يمتللن حوارهاويسعى بها بالسديف المسرهد
فإن مت فانعني بما أنا أهلهوشقي على الجيب يا ابنة معبد
ولا تجعليني كامريء ليس همهكهمي ولا يغني غنائي ومشهدي
تبطيء عن الجلى سريع إلى الخناذلول بأجماع الرجال ملهد
ولو كنت وغلاً في الرجال لضرنيعداوة ذي الأصحاب والمتوحد
ولكن نفى الأعادي جرأتيعليهم وإقدامي وصدقي ومحتدي
لعمرك ما أمري على بغمةنهاري ولا ليلي على بسرمد
ويوم حبست النفس عند عراكهحفاظاً على عوراته والتهدد
على موطن يخشى الفتى عنده الردىمتى تعترك فيه الفرائض ترعد
أرى الموت لا يرعى على ذي جلالةوإن كان في الدنيا عزيزاً بمقعد
وأصفر مضبوح نظرت حوارهعلى النار واستودعته كف مجمد
ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلاًويأتيك بالأخبار من لم تزود
ويأتيك بالأخبار من لم تبع لهبتاتاً ولم تضرب له وقت موعد
لعمرك ما الأيام إلا معارةفما اسطعت من معروفها فتزود
ولا خير في خير ترى الشر دونهولا نائل يأتيك بعد التلدد
عن المرء لا تسأل وأبصر قرينهفإن القرين بالمقارن يقتدي
لعمرك ما أدري وإني لواجلأفي اليوم إقدام المنية أم غد
فإن تك خلفي لا يفتها سوادياوإن تك قدامي أجدها بمرصد
إذا أنت لم تنفع بودك أهلهولم تنك بالبؤسى عدوك فابعد
لا يرهب ابن العم ما عشت صولتيولا أختني من صولة المتهدد
و إني وإن أوعدته أو وعدتهلمختلف إيعادي ومنجز موعدي
الحارث بن حلزة
آذنتنا ببينها أسماءربّ ثاو يملّ منه الثّواء
آذنتنا ببينها ثمّ ولّتليت شعري متى يكون اللّقاء
بعد عهد لنا ببرقة شمّاءفأدنى ديارها الخلصاء
فالمحيّاة فالصّفاح فأعناقفتاق فعاذب فالوفاء
فرياض القطا فأودية الشّربب فالشّعبتان فالأبلاء
لا أرى من عهدت فيها فأبكياليوم دلهاً وما يحير البكاء
وبعينيك أوقدت هند النارأخيراً تلوي بها العلياء
فتنوّرت نارها من بعيدبخزازى هيهات منك الصّلاء
أوقدتها بين العقيق فشخصينبعود كما يلوح الضّياء
غير أنّي قد أستعين على الهمّإذا خفّ بالثّويّ النّجاء
بزفوف كأنّها هقلة أمّرئال دوّيّة سقفاء
آنست نبأةً وأفزعها القناصعصرا وقد دنا الإمساء
فترى خلفها من الرّجع والوقعمنينا كأنه إهباء
وطراقا من خلفهنّ طراقساقطات ألوت بها الصّحراء
أتلهّى بها الهواجر إذ كلّابن همّ بليّة عمياء
وأتانا من الحوادث والأنباءخطب نعنى به ونساء
إنّ إخواننا الأراقم يغلونعلينا في قيلهم إحفاء
يخلطون البريء منّا بذي الذّنبولا ينفع الخليّ الخلاء
زعموا أنّ كلّ من ضرب العيرموال لنا وأنّا الولاء
أجمعوا أمرهم عشاءً فلمّاأصبحوا أصبحت لهم ضوضاء
من مناد ومن مجيب ومنتصهال خيل خلال ذاك رغاء
أيّها النّاطق المرقّش عنّاعند عمرو وهل لذاك بقاء
لا تخلنا على غراتك إنّاقبل ما قد وشى بنا الأعداء
فبقينا على الشّناءة تنميناحصون وعزة قعساء
قبل ما اليوم بيّضت بعيونالناس فيها تغيّظ وإباء
وكأنّ المنون تردي بنا أرعن جونا ينجاب عنه العماء
مكفهرّا على الحوادث لا ترتوه للدّهر مؤيد صمّاء
إرميّ بمثله جالت الجنفآبت لخصمها الأجلاء
ملك مقسط وأفضل من يمشيومن دون ما لديه الثّناء
أيّما خطّة أردتم فأدّوها إلينا تشفى بها الأملاء
إن نبشتم ما بين ملحة فالصّاقب فيه الأموات والأحياء
أو نقشتم فالنّقش يجشمه النّاسوفيه الصّلاح والإبراء
أو سكتّم عنا فكنّا كمن أغمض عينا في جفنها أقذاء
أو منعتم ما تسألون فمن حدّثتموه له علينا العلاء
هل علمتم أيّام ينتهب النّاسغوارا لكلّ حيّ عواء
إذ ركبنا الجمال من سعفالبحرين سيرا حتّى نهاها الحساء
ثمّ ملنا على تميم فأحرمناوفينا بنات قوم إماء
لا يقيم العزيز بالبلد السّهلولا ينفع الذّليل النّجاء
ليس ينجي موائلاً من جذاررأس طود وحرّة رجلاء
فملكنا بذلك النّاس حتّىملك المنذر بن ماء السّماء
وهو الرّبّ والشّهيد علىيوم الحيارين، والبلاء بلاء
ملك أضرع البريّة لا يوجد فيها لما لديه كفاء
ما أصابوا من تغلبيّ فمطلول عليه إذا أصيب العفاء
كتكاليف قومنا إذ غزا المنذر هل نحن لابن هند رعاء
إذ أحلّ العلياء قبّة ميسون فأدنى ديارها العوصاء
فتأوّت له قراضبة منكلّ حيّ كأنّهم ألقاء
فهداهم بالأسودين وأمر اللّهبلغ تشقى به الأشقياء
إذ تمنّونهم غرورا فساقتهمإليكم أمنيّة أشراء
لم يغرّوكم غرورا ولكنرفع الآل شخصهم والضّحاء
أيّها النّاطق المبلّغ عنّاعند عمرو وهل لذاك أنتهاء
إنّ عمرا لنا لديه خلالغير شكّ في كلّهنّ البلاء
من لنا عنده من الخير آيات ثلاث في كلّهنّ القضاء
آية شارق الشّقيقة إذ جاؤوا جميعا لكلّ حي لواء
حول قيس مستلئمين بكبش قرظيّ كأنّه عبلاء
وصتيت من العواتك لا تنهاه إلاّ مبيضّةً رعلاء
فرددناهم بطعن كما يخرج من خربة المزاد الماء
وحملناهم على حزم ثهلان شلالاً ودمّي الأنساء
وجبهناهم بطعن كما تنهز في جمّة الطّويّ الدّلاء
وفعلنا بهم كما علم اللهوما إن للحائنين دماء
ثم حجرا أعني ابن أمّ قطام وله فارسيّة خضراء
أسد في اللّقاء ورد هموس وربيع إن شمّرت غبراء
وفككنا غلّ امريء القيس عنه بعدما طال حبسه والعناء
ومع الجون جون آل بني الأوس عنود كأنّها دفواء
ما جزعنا تحت العجاجة إذ ولّوا سلالاً وإذ تلظّى الصّلاء
وأقدناه ربّ غسّان بالمنذر كرها إذ لا تكال الدّماء
وأتيناهم بتسعة أملاك كرام أسلابهم أغلاء
وولدنا عمرو بن أمّ أناس من قريب لمّا أتانا الحباء
مثلها يخرج النّصيحة للقومفلاة من دونها أفلاء
فاتركوا الطّيخ والتّعاشي وإمّاتتعاشوا ففي التّعاشي الدّاء
واذكروا حلف ذي المجاز وماقدّم فيه العهود والكفلاء
حذر الجور والتّعدّي وهل ينقض ما في المهارق الأهواء
واعلموا أنّنا وإيّاكم فيما اشترطنا يوم اختلفنا سواء
عنناً باطلاً وظلماً كما تعتر عن حجرة الرّبيض الظّباء
أعلينا جناح كندة أن يغنم غازيهم ومنّا الجزاء
أم علينا جرّى إياد كما قيل لطسم: أخوكم الأبّاء
ليس منّا المضرّبون ولا قيس ولا جندل ولا الحدّاء
أم جنايا بني عتيق فمن يغدر فإنّا من حربهم برآء
أم علينا جرّى العباد كما نيط بجوز المحمّل الأعباء
وثمانون من تميم بأيد يهم رماح صدورهنّ القضاء
تركوهم ملحّبين وآبوا بنهاب يصمّ منها الحداء
أم علينا جرّى حنيفة أو ما جمّعت من محارب غبراء
أم علينا جرىّ قضاعة أم ليس علينا فيما جنوا أنداء
ثمّ جاؤوا يسترجعون فلم ترجع لهم شامة ولا زهراء
لم يحلّوا بني رزاح ببرقاء نطاع لهم عليهم دعاء
ثمّ فاؤوا منهم بقاصمة الظّهر ولا يبرد الغليل الماء
ثمّ خيل من بعد ذاك مع الغلاّق لا رأفة ولا إبقاء
زهير بن ابي سلمى
أمن أمّ أوفى دمنة لم تكلّمبحومانة الدّرّاج فالمتثلّم
ودار لها بالرّقمتين كأنّهامراجيع وشم في نواشر معصم
بها العين والأرآم يمشين خلفةًوأطلاؤها ينهضن من كلّ مجثم
وقفت بها من بعد عشرين حجّةًفلأياً عرفت الدّار بعد توهّم
أثافي سفعاً في معرّس مرجلونؤياً كجذم الحوض لم يتثلّم
فلمّا عرفت الدّار قلت لربعهاألا أنعم صباحاً أيّها الرّبع واسلم
تبصّر خليلي هل ترى من ظعائنتحمّلن بالعلياء من فوق جرثم
جعلن القنان عن يمين وحزنهوكم بالقنان من محلّ ومحرم
علون بأنماط عتاق وكلّةوراد حواشيها مشاكهة الدّم
وورّكن في السّوبان يعلون متنهعليهنّ دلّ النّاعم المتنعّم
بكرن بكورًا واستحرن بسحرةفهنّ ووادي الرّسّ كاليد للفم
وفيهنّ ملهىً للّطيف ومنظرأنيق لعين النّاظر المتوسّم
كأنّ فتات العهن في كلّ منزلنزلن به حبّ الفنا لم يحطّم
فلمّا وردن الماء زرقاً جمامهوضعن عصيّ الحاضر المتخيّم
ظهرن من السّوبان ثمّ جزعنهعلى كلّ قينيّ قشيب ومفأم
فأصبحتما منها على خير موطنبعيدين فيها من عقوق ومأثم
عظيمين في عليا معدّ هديتماومن يستبح كنزاً من المجد يعظم
تعفّى الكلوم بالمئين فأصبحتينجّمها من ليس فيها بمجرم
ينجّمها قوم لقوم غرامةًولم يهريقوا بينهم ملء محجم
فأصبح يجري فيهم من تلادكممغانم شتّى من إفال مزنّم
ألا أبلغ الأحلاف عنّى رسالةًوذبيان هل أقسمتم كلّ مقسم
فلا تكتمنّ الله ما في نفوسكمليخفى ومهما يكتم الله يعلم
يؤخّر فيوضع في كتاب فيدّخرليوم الحساب أو يعجّل فينقم
وما الحرب إلاّ ما علمتم وذقتموما هو عنها بالحديث المرجّم
متى تبعثوها تبعثوها ذميمةًوتضر إذا ضرّيتموها فتضرم
فتعرككم عرك الرّحى بثفالهاوتلقح كشافاً ثمّ تنتج فتتئم
فتنتج لكم غلمان أشأم كلّهمكأحمر عاد ثمّ ترضع فتفطم
فتغلل لكم ما لا تغلّ لأهلهاقرىً بالعراق من قفيز ودرهم
لعمري لنعم الحيّ جرّ عليهمبما لا يؤاتيهم حصين بن ضمضم
وكان طوى كشحاً على مستكنّةفلا هو أبداها ولم يتقدّم
وقال سأقضي حاجتي ثمّ أتّقيعدوّي بألف من ورائي ملجم
فشدّ فلم يفزع بيوتاً كثيرةًلدى حيث ألقت رحلها أمّ قشعم
لدى أسد شاكي السلاح مقذّفله لبد أظفاره لم تقلّم
جريء متى يظلم يعاقب بظلمهسريعاً وإلاّ يبد بالظّلم يظلم
دعوا ظمئهم حتى إذا تمّ أوردواغماراً تفرّى بالسّلاح وبالدّم
ولا شاركت في الموت في دم نوفلولا وهب منها ولا ابن المخزّم
فكلاً أراهم أصبحوا يعقلونهصحيحات مال طالعات بمخرم
وأعلم ما في اليوم والأمس قبلهولكنّني عن علم ما في غد عم
رأيت المنايا خبط عشواء من تصبتمته ومن تخطىء يعمّر فيهرم
ومن لم يصانع في أمور كثيرةيضرّس بأنياب ويوطأ بمنسم
ومن يجعل المعروف من دون عرضهيفره ومن لا يتّق الشّتم يشتم
ومن يوف لا يذمم ومن يهد قلبهإلى مطمئنّ البرّ لا يتجمجم
ومن هاب أسباب المنايا ينلنهوإن يرق أسباب السّماء بسلّم
ومن يجعل المعروف في غير أهلهيكن حمده ذماً عليه ويندم
ومن يعص أطراف الزّجاج فإنّهيطيع العوالي ركّبت كلّ لهذم
ومن لم يذد عن حوضه بسلاحهيهدّم ومن لا يظلم النّاس يظلم
ومن يغترب يحسب عدواً صديقهومن لم يكرّم نفسه لم يكرّم
ومهما تكن عند امرئ من خليقةوإن خالها تخفى على النّاس تعلم
ومن هاب أسباب المنايا ينلنهوإن يرق أسباب السّماء بسلّم
وكاء ترى من صامت لك معجبزيادته أو نقصه في التّكلّم
لسان الفتى نصف ونصف فؤادهفلم يبق إلا صورة اللّحم والدّم
ومن يعص أطراف الزّجاج فإنّهيطيع العوالي، ركبت كلّ لهذم
وإنّ سفاه الشّيخ لا حلم بعدهوإنّ الفتى بعد السّفاهة يحلم
ومن يوف لا يذمم ومن يفض قلبهإلى مطمئنّ البرّ لا يتجمجم
ومن يوف لا يذمم ومن يفض قلبهإلى مطمئنّ البرّ لا يتجمجم
سألنا فأعطيتم وعداً فعدتمومن أكثر التّسآل يوماً سيحرم
عمرو بن كلثوم
ألا هبي بصحنك فاصبحيناولا تبقي خمور الأندرينا
مشعشةً كأن الجص فيهاإذا ما الماء خالطها سخينا
تجور بذي اللبانة عن هواهإذا ما ذاقها حتى يلينا
ترى اللحز الشحيح إذا أمرتعليه لماله فيها مهينا
صنبت الكأس عنا أم عمرووكان الكأس مجراها اليمينا
وما شر الثلاثة أم عمروبصاحبك الذي لا تصبحينا
وكأس قد شربت ببعلبكوأخرى في دمشق وقاصرينا
وأنا سوف تدركنا المنايامقدرةً لنا ومقدرينا
قفي قبل التفرق يا ظعينانخبرك اليقين وتخبرينا
قفي نسألك هل أحدثت صرماًلوشك البين أم خنت الأمنيا
بيوم كريهة ضرباً وطعناًأمر به مواليك العيونا
وإن غداً وإن اليوم رهنوبعد غد بما لا تعلمينا
تريك إذا دخلت على خلاءوقد أمنت عيون الكاشحينا
ذراعي عيطل أدماء بكرهجان اللون لم تقرأ جنينا
وثدياً مثل حق رخصاًحصاناً من أكف اللامسينا
ومتني كدنة سمقت وطالتروادفها تنوء بما ولينا
ومأكمةً يضيق الباب عنهاوكشحاً قد جننت بها جنونا
وساريتي بلنط أو رخاميرن خشاش حليهما رنينا
فما وجدت كوجدي أم سقبأضلته فرجعت الحنينا
ولا شمطاء لم يترك شقاهالها من تسعة إلا جنينا
تذكرت الصبا واشتقت لمارأيت حموكها أصلاً حدينا
فأعرضت اليمامة واشمخرتكأسياف بأيدي مصليتنا
أبا هند فلا تعجل عليناوأنظرنا نخبرك اليقينا
بأنا نورد الرايات بيضاً ونصدرهن حمرا قد روينا
وأيام لنا غر طوالعصينا الملك منها أن ندينا
وسيد معشر قد توجوهبتاج الملك يحمي المحجرينا
تركنا الخيل عاكفةً عليهمقلدةً أعنتها صفونا
وأنزلنا البيوت بذي طلوحإلى الشامات تنفي الموعدينا
وقد هرت كلاب الحي مناوشذبنا قتادة من يلينا
متى ننقل إلى قوم رحانايكونوا في اللقاء لها طحينا
يكون ثفالها شرقي نجدولهوتها قضاعة أجمعينا
نزلتم منزل الأضياف منافأعجلنا القرى أن تشتمونا
قريناكم فعجلنا قراكمقبيل الصبح مرداةً طحونا
نعم أناسنا ونعف عنهمونحمل عنهم ما حملونا
نطاعن ما تراخى الناس عناونضرب بالسيوف إذا غشينا
بسمر من قنا الخطي لدنذوابل أو ببيض يختلينا
كأن جماجم الأبطال فيهاوسوق بالأماعز يرتمينا
نشق بها رؤوس القوم شقاًونختلب الرقاب فتختلينا
وإن الضغن بعد الضغن يبدوعليك ويخرج الداء الدفينا
ورثنا المجد قد علمت معدنطاعن دونه حتى يبينا
ونحن إذا عماد الحي خرتعن الأحفاض نمنع من يلينا
نجذ رؤوسهم في غير بر فما يدرون ماذا يتقونا
كأن سيوفنا منا ومنهممخاريق بأيدي لاعبينا
كأن ثيابنا منا ومنهمخضبن بأرجوان أو طلينا
إذا ماعي بالأسناف حيمن الهول المشبه أن يكونا
نصبنا مثل رهوة ذات حدمحافظةً وكنا السابقينا
بشبان يرون القتل مجداًوشيب في الحروب مجربينا
حديا الناس كلهم جميعاًمقارعةً بنيهم عن بنينا
فأما يوم خشيتنا عليهمفتصبح خيلنا عصباً بثينا
و أما يوم لا نخشى عليهمفنمعن غارةً متلببينا
برأس من بني جشم بن بكرندف به السهولة والحزونا
ألا لا يعلم الأقوام أناتضعضعنا وأنا قد ونينا
ألا لا يجهلن أحد علينافنجهل فوق جهل الجاهلينا
بأي مشيئة عمر بن هندنكون لقيلكم فيها قطينا
بأي مشيئة عمر بن هندتطيع بنا الوشاة وتزدرينا
تهددنا وأوعدنا رويداًمتى كنا لأمك مقتوينا
فإن قناتنا يا عمرو أعيتعلى الأعداء قبلك أن تلينا
إذا عض الثقاف بها اشمأزتوولته عشوزنةً زبونا
عشوزنةً إذا أنقلبت أرنتتشج قفا المثقف والجبينا
فهل حدثت في جشم بن بكربنقص في خطوب الأولينا
ورثنا مجد علقمة بن سيفأباح لنا حصون المجد دينا
ورثت مهلهلاً والخير منهزهيراً نعم ذخر الذاخرينا
وعتاباً وكلثوماً جميعاً بهم نلنا تراث الأكرمينا
وذا البرة الذي حدثت عنهبه نحمى ونحمي المححرينا
ومنا قبله الساعي كليبفأي المجد إلا قد ولينا
متى نعقد قرينتنا بجبلتجذ الحبل أو تقص القرينا
ونوجد نحن أمنعهم ذماراًوأوفاهم إذا عقدوا يمينا
ونحن غداة أوقد في خزارىرفدنا فوق رفد الرافدينا
ونحن الحابسون بذي أراطىتسف الجلة الخورا الدرينا
ونحن الحاكمون إذا أطعناونحن العازمون إذا عصينا
ونحن العاركون لما سخطناونحن الآخذون لما رضينا
وكنا الأيمنين إذا التقيناوكان الأيسرين بنو أبينا
فصالوا صولةً فيمن يليهموصلنا صولةً فيمن يلينا
فآبوا بالنهاب وبالسباياوإبنا بالملوك مصفدينا
إليكم يا بني بكر إليكمألما تعرفوا منا اليقينا
ألما تعلموا منا ومنكمكتائب يطعن ويرتمينا
علينا البيض واليلب اليمانيوأسياف يقمن وينحنينا
علينا كل سابغة دلاصترى فوق النطاق لها غضونا
إذا وضعت عن الأبطال يوماًرأيت لها جلود القوم جونا
كأنً غضونهن متون غدرتصفقها الرياح إذا جرينا
و تحملنا غداة الروع جروعرفن لنا نفائذ وافتلينا
و ردن دوارعاً وخرجن شعثاًكأمثال الرصائع قد بلينا
و رثناهن عن آباء صدقونورثها إذا متنا بنينا
على آثارنا بيض حسانتحاذر أن تقسم أو تهونا
أخذن على بعولتهن عهداًإذا لاقوا كتائب معلمينا
ليستلبن أفراساً وبيضاًوأسرى في الحديد مقرنينا
ترانا بارزين وكل حيقد اتخذوا مخافتنا قرينا
إذا ما رحنا يمشين الهوينىكما اضطربت متون الشاربينا
يقتن جيادنا ويقلن لستمبعولتنا إذا لم تمنعونا
ظعائن من بني جشم بن بكرخلطن بميسم حسباً ودينا
وما منع الظعائن مثل ضربترى منه السواعد كالقلينا
كأنا والسيوف مسللاتولدنا الناس طراً أجمعينا
يدهدون الرؤوس كما تدهديحزاورة بأبطحها الكرينا
وقد علم القبائل من معدإذا قبب بأبطحها بنينا
بأنا المطعمون إذا قدرناوأنا المهلكون إذا ابتلينا
وأنا المانعون لما أردناوأنا النازلون بحيث شينا
وأنا التاركون إذا سخطناوأنا الآخذون إذا رضينا
وأنا العاصمون إذا أطعناوأنا العازمون إذا عصينا
ونشرب إن وردنا الماء صفواًويشرب غيرنا كدراً وطينا
ألا أبلغ بني الطماح عناودعمياً فكيف وجد يمونا
إذا ما الملك سام الناس خسفاًأبينا أن نقر الذل فينا
ملأنا البر حتى ضاق عناوماء البحر نملؤه سفينا
إذا بلغ الفطام لنا صبيتخر له الجبابر ساجدينا
عنترة بن شداد
هل غادر الشّعراء من متردّم
أم هل عرفت الدّار بعد توهّم
يا دار عبلة بالجواء تكلّمي
وعمّي صباحاً دار عبلة واسلمي
فوقّفت فيها ناقتي وكأنّها
فدن لأقضي حاجة المتلوّم
وتحلّ عبلة بالجواء وأهلنا
بالحزن فالصّمان فالمتثلّم
حيّيت من طلل تقادم عهده
أقوى وأقفر بعد أمّ الهيثم
حلّت بأرض الزّائرين فأصبحت
عسراً عليّ طلابك ابنة مخرم
علّقتها عرضاً وأقتل قومها
زعماً لعمر أبيك ليس بمزعم
ولقد نزلت فلا تظنّي غيره
منّي بمنزلة المحبّ المكرم
كيف المزار وقد تربّع أهلها
بعنيزتين وأهلنا بالغيلم
إن كنت أزمعت الفراق فإنّما
زمّت ركائبكم بليل مظلم
ما راعني إلاّ حمولة أهلها
وسط الدّيار تسفّ حبّ الخمخم
فيها اثنتان وأربعون حلوبةً
سوداً كخافية الغراب الأسحم
إذ تستبيك بذي غروب واضح
عذب مقبّله لذيذ المطعم
وكأنّ فارة تاجر بقسيمة
سبقت عوارضها إليك من الفم
أو روضةً أنفاً تضمّن نبتها
غيث قليل الدّمن ليس بمعلم
جادت عليه كلّ بكر حرّة
فتركن كلّ قرارة كالدّرهم
سحّاً وتسكاباً فكلّ عشيّة
يجري عليها الماء لم يتصرّم
وخلى الذّباب بها فليس ببارح
غرداً كفعل الشّارب المترنّم
هزجاً يحكّ ذراعه بذراعه
قدح المكبّ على الزّناد الأجذم
تمسي وتصبح فوق ظهر حشيّة
وأبيت فوق سراة أدهم ملجم
وحشيّتي سرج على عبل الشّوى
نهد مراكله نبيل المحزم
هل تبلغنّي دارها شدنيّة
لعنت بمحروم الشّراب مصرّم
خطّارة غبّ السّرى زيّافة
تطس الإكام بوخذ خفّ ميثم
وكأنّما تطس الإكام عشيّةً
بقريب بين المنسمين مصلّم
تأوي له قلص النّعام كما أوت
حزق يمانيّة لأعجم طمطم
يتبعن قلّة رأسه وكأنّه
حرج على نعش لهنّ مخيّم
صعل يعود بذي العشيرة بيضة
كالعبد ذي الفرو الطّويل الأصلم
شربت بماء الدّحرضين فأصبحت
زوراء تنفر عن حياض الدّيلم
وكأنّما ينأى بجانب دفّها الوحشيّ
من هزج العشيّ مؤوّم
هرّ جنيب كلّما عطفت له
غضب اتّقاها باليدين وبالفم
بركت على جنب الرّداع كأنّما
بركت على قصب أجشّ مهضّم
وكأنّ ربًّا أو كحيلاً مقعداً
حشّ الوقود به جوانب قمقم
ينباع من ذفرى غضوب جسرة
زيّافة مثل الفنيق المكدم
إن تغدفي دوني القناع فإنّني
طبّ بأخذ الفارس المستلئم
أثني عليّ بما علمت فإنّني
سمح مخالقتي إذا لم أظلم
وإذا ظلمت فإنّ ظلمي باسل
مرّ مذاقته كطعم العلقم
ولقد شربت من المدامة بعدما
ركد الهواجر بالمشوف المعلم
بزجاجة صفراء ذات أسرّة
قرنت بأزهر في الشّمال مقدّم
فإذا شربت فإنّني مستهلك
مالي وعرضي وافر لم يكلم
وإذا صحوت فما أقصّر عن ندىً
وكما علمت شمائلي وتكرّمي
وحليل غانية تركت مجدّلاً
تمكو فريصته كشدق الأعلم
سبقت يداي له بعاجل طعنة
ورشاش نافذة كلون العندم
هلاّ سألت الخيل يا ابنة مالك
إن كنت جاهلةً بما لم تعلمي
إذ لا أزال على رحالة سابح
نهد تعاوره الكماة مكلّم
طوراً يجرّد للطّعان وتارةً
يأوي إلى حصد القسيّ عرمرم
يخبرك من شهد الوقيعة أنّني
أغشى الوغى وأعفّ عند المغنم
ومدّجج كره الكماة نزاله
لاممعن هرباً ولا مستسلم
جادت له كفّي بعاجل طعنة
بمثقّف صدق الكعوب مقوّم
فشككت بالرّمح الأصمّ ثيابه
ليس الكريم على القنا بمحرّم
فتركته جزر السّباع ينشنه
يقضمن حسن بنانه والمعصم
ومشكّ سابغة هتكت فروجها
بالسّيف عن حامي الحقيقة معلم
ربذ يداه بالقداح إذا شتا
هتّاك غايات التّجار ملوّم
لمّا رآني قد نزلت أريده
أبدى نواجذه لغير تبسّم
عهدي به مدّ النّهار كأنّما
خضب البنان ورأسه بالعظلم
فطعنته بالرّمح ثمّ علوته
بمهنّد صافي الحديدة مخذم
بطل كأنّ ثيابه في سرجة
يحذى نعال السّبت ليس بتوأم
ياشاة ما قنص لمن حلّت له
حرمت عليّ وليتها لم تحرم
فبعثت جاريتي فقلت لها اذهبي
فتجسّسي أخبارها لي واعلمي
قالت: رأيت من الأعادي غرّةً
والشاة ممكنة لمن هو مرتمي
وكأنّما التفتت بجيد جداية
رشاء من الغزلان حر أرثم
نبّئت عمراً غير شاكر نعمتي
والكفر مخبثة لنفس المنعم
ولقد حفظت وصاة عمّي بالضّحى
إذ تقلص الشّفتان عن وضح الفم
في حومة الحرب التي لا تشتكي
غمراتها الأبطال غير تغمغم
إذ يتّقون بي الأسنّة لم أخم
عنها ولكنّي تضايق مقدمي
لمّا رأيت القوم أقبل جمعهم
يتذامرون كررت غير مذمّم
يدعون عنتر والرّماح كأنّها
أشطان بئر في لبان الأدهم
مازلت أرميهم بثغرة نحره
ولبانه حتّى تسربل بالدّم
فازورّ من وقع القنا بلبانه
وشكا إلىّ بعبرة وتحمحم
لو كان يدري ما المحاورة اشتكى
ولكان لو علم الكلام مكلّمي
ولقد شفى نفسي وأذهب سقمها
قيل الفوارس ويك عنتر أقدم
والخيل تقتحم الخبار عوابساً
من بين شيظمة وآخر شيظم
ذلل ركابي حيث شئت مشايعي
لبّي وأحفزه بأمر مبرم
ولقد خشيت بأن أموت ولم تدر
للحرب دائرة على ابني ضمضم
الشّاتمي عرضي ولم أشتمهما
والنّاذرين إذ لم ألقهما دمي
إن يفعلا فلقد تركت أباهما
جزر السّباع وكلّ نسر قشعم
لبيد بن ربيعة
عفت الديار محلها فمقامهابمنى تأبد غولها فرجامها
فمدافع الريان عري رسمهاخلقا كما ضمن الوحي سلامها
دمن تجرم بعد عهد أنيسهاحجج خلون حلالها وحرامها
رزقت مرابيع النجوم وصابهاودق الرواعد جودها فرهامها
من كل سارية وغاد مدجنوعشية متجاوب إرزامها
فعلا فروع الأيهقان وأطفلتبالجلهتين ظباؤها ونعامها
والعين ساكنة على أطلائهاعوذا تأجل بالفضاء بهامها
وجلا السيول عن الطلول كأنهازبر تجد متونها أقلامها
أو رجع واشمة أسف نؤورهاكففا تعرض فوقهن وشامها
فوقفت أسألها وكيف سؤالناصما خوالد ما يبين كلامها
عريت وكان بها الجميع فأبكروامنها وغودر نؤيها وثمامها
شاقتك ظعن الحي حين تحملوافتنكسوا قطنا تصر خيامها
من كل محفوف يظل عصيهزوج عليه كلة وقرامها
زجلا كأن نعاج توضح فوقهاوظباء وجرة عطفا آرامها
حفزت وزايلها السراب كأنهاأجزاع بيشة أثلها ورضامها
بل ما تذكر من نوار وقد نأتوتقطعت أسبابها ورمامها
مرية حلت بفيد وجاورتأهل الحجاز فأين منك مرامها
بمشارق الجبلين أو بمحجرفتضمنتها فردة فرخامها
فصوائق إن أيمنت فمظنةفيها وحاف القهر أو طلخامها
فاقطع لبانة من تعرض وصلهولشر واصل خلة صرامها
واحب المجامل بالجزيل وصرمهباق إذا ضلعت وزاغ قوامها
بطليح أسفار تركن بقيةمنها فأحنق صلبها وسنامها
وإذا تغالى لحمها وتحسرتوتقطعت بعد الكلال خدامها
فلها هباب في الزمام كأنهاصهباء خف مع الجنوب جهامها
أو ملمع وسقت لأحقب لاحهطرد الفحول وضربها وكدامها
يعلو بها حدب الإكام مسحجقد رابه عصيانها ووحامها
بأحزة الثلبوت يربأ فوقهاقفر المراقب خوفها آرامها
حتى إذا سلخا جمادى ستةجزءا فطال صيامه وصيامها
رجعا بأمرهما إلى ذي مرةحصد ونجح صريمة إبرامها
ورمى دوابرها السفا وتهيجتريح المصايف سومها وسهامها
فتنازعا سبطا يطير ظلالهكدخان مشعلة يشب ضرامها
مشمولة غلثت بنابت عرفجكدخان نار ساطع أسنامها
فمضى وقدمها وكانت عادةمنه إذا هي عردت إقدامها
فتوسطا عرض السري وصدعامسجورة متجاورا قلامها
محفوفة وسط اليراع يظلهامنه مصرع غابة وقيامها
أفتلك أم وحشية مسبوعةخذلت وهادية الصوار قوامها
خنساء ضيعت الفرير فلم يرمعرض الشقائق طوفها وبغامها
لمعفر قهد تنازع شلوهغبس كواسب لايمن طعامها
صادفن منها غرة فأصبنهاإن المنايا لا تطيش سهامها
باتت وأسبل واكف من ديمةيروي الخمائل دائما تسجامها
يعلو طريقة متنها متواترفي ليلة كفر النجوم غمامها
تجتاف أصلا قالصا متنبذابعجوب أنقاء يميل هيامها
وتضيء في وجه الظلام منيرةكجمانة البحري سل نظامها
حتى إذا أنحسر الظلام وأسفرتبكرت تزل عن الثرى أزلامها
علهت تردد في نهاء صعائدسبعا تؤاما كاملا أيامها
حتى إذا يئست وأسحق حالقلم يبله إرضاعها وفطامها
وتوجست رز الأنيس فراعهاعن ظهر غيب والأنيس سقامها
فغدت كلا الفرجين تحسب أنهمولى المخافة خلفها وأمامها
حتى إذا يئس الرماة وأرسلواغضفا دواجن قافلا أعصامها
فلحقن واعتكرت لها مدريةكالسمهرية حدها وتمامها
لتذودهن وأيقنت إن لم تذدأن قد أحم مع الحتوف حمامها
فتقصدت منها كساب فضرجتبدم وغودر في المكر سخامها
فبتلك إذ رقص اللوامع بالضحىواجتاب أردية السراب إكامها
أقضي اللبانة لا أفرط ريبةأو أن يلوم بحاجة لوامها
أولم تكن تدري نوار بأننيوصال عقد حبائل جذامها
تراك أمكنة إذا لم أرضهاأو يعتلق بعض النفوس حمامها
بل أنت لا تدرين كم من ليلةطلق لذيذ لهوها وندامها
قد بت سامرها وغاية تاجروافيت إذ رفعت وعز مدامها
أغلي السباء بكل أدكن عاتقأو جونة قدحت وفض ختامها
بصبوح صافية وجذب كرينةبموتر تأتاله إبهامها
بادرت حاجتها الدجاج بسحرةلأعل منها حين هب نيامها
وغداة ريح قد وزعت وقرةإذ أصبحت بيد الشمال زمامها
ولقد حميت الحي تحمل شكتيفرط وشاحي إذ غدوت لجامها
فعلوت مرتقبا على ذي هبوةحرج إلى أعلامهن قتامها
حتى إذا ألقت يدا في كافروأجن عورات الثغور ظلامها
أسهلت وأنتصبت كجذع منيفةجرداء يحصر دونها جرامها
رفعتها طرد النعام وشلهحتى إذا سخنت وخف عظامها
قلقت رحالتها وأسبل نحرهاوابتل من زبد الحميم حزامها
ترقى وتطعن في العنان وتنتحيورد الحمامة إذ أجد حمامها
وكثيرة غرباؤها مجهولةترجى نوافلها ويخشى ذامها
غلب تشذر بالذحول كأنهاجن البدي رواسيا أقدامها
أنكرت باطلها وبؤت بحقهاعندي ولم يفخر على كرامها
وجزور أيسار دعوت لحتفهابمغالق متشابه أجسامها
أدعو بهن لعاقر أو مطفلبذلت لجيران الجميع لحامها
فالضيف والجار الجنيب كأنماهبطا تبالة مخصبا أهضامها
تأوي إلى الأطناب كل رذيةمثل البلية قالص أهدامها
ويكللون إذا الرياح تناوحتخلجا تمد شوارعا أيتامها
إنا إذا التقت المجامع لم يزلمنا لزاز عظيمة جشامها
ومقسم يعطي العشيرة حقهاومغذمر لحقوقها هضامها
فضلا وذو كرم يعين على الندىسمح كسوب رغائب غنامها
من معشر سنت لهم آباؤهمولكل قوم سنة وإمامها
لا يطبعون ولا يبور فعالهمإذ لا يميل مع الهوى أحلامها
فاقنع بما قسم المليك فإنماقسم الخلائق بيننا علامها
وإذا الأمانة قسمت في معشرأوفى بأوفر حظنا قسامها
فبنى لنا بيتا رفيعا سمكهفسما إليه كهلها وغلامها
وهم السعاة إذا العشيرة أفظعتوهم فوارسها وهم حكامها
وهم ربيع للمجاور فيهموالمرملات إذا تطاول عامها
وهم العشيرة أن يبطئ حاسدأو أن يميل مع العدو لئامها
المقالات المتعلقة بالمعلقات السبع