تُعتبر دولة تونس العربيّة الإسلامية الأفريقية واحدةً من أبرز الدول وأكثرها أهميّةً في الماضي والحاضر؛ فهذه الأرض استطاعت أن تحفر لاسمها مكاناً بارزاً على صفحات التاريخ نظراً للإسهامات العظيمة التي قدّمتها في كافة مناحي الحياة، خاصة الثقافية منها.
تعاقبت على أرض تونس العديد من الحضارات العظيمة التي استطاعت أن تترك بصمات خالدة لها تجذب أعداداً كبيرةً من السياح، والزوار الراغبين في الاطلاع عليها، والاستمتاع بالنظر إليها. فيما يلي نُقدّم وصفاً مفصّلاً لواحد من أشهر المعالم الأثرية، والدينية في تونس، وهو مسجد عقبة بن نافع -رحمه الله-.
مسجد عقبة بن نافعيعتبر مسجد عقبة بن نافع -رحمه الله- واحداً من أشهر المعالم الدينية والأثرية الموجودة على أرض تونس؛ بل يُعتبر هذا المسجد واحداً من أهم المساجد على مستوى العالمين: العربي، والإسلامي، لما له من قيمة عظيمة.
تأسّس هذا المسجد من قبل القائد المسلم عقبة بن نافع -رحمه الله-، وذلك بالتزامن مع تخطيط مدينة القيروان التي يقع ضمنها؛ حيث كان الجامع مركز مخطط المدينة، إلى جانب أنّه واحد من أقدم المساجد على الأرض الأفريقية كلها، وقد كان هذا الجامع في أوّل تأسيسه بسيطاً جداً له سقف مُستند على أعمدة.
خضع المسجد عبر التاريخ الإسلامي إلى العديد من التحسينات، والتوسّعات المهمّة، وذلك على يد العديد من الحكام والولاة الذين تعاقبوا على حكم المدينة وما حولها، ولعلَّ التوسعة الأولى له كانت على يد حسان بن النعمان الغساني الذي هدمه كاملاً عدا المحراب، ليُعيد بناءه مرة أخرى، ثم قام الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك بعمل توسعة أخرى، تبعتها العديد من التوسعات التي عملت على تجميل هذا المسجد، إلى أن صار بالشّكل الحالي فائق الجمال، والروحانية.
تُقدّر المساحة الإجمالية للمسجد بقرابة تسعة آلاف وسبعمئة مترٍ مربّع تقريباً، ومن أشهر الأجزاء التي يضمّها البناء تلك المئذنة الشهيرة، والتي تقع مقابل جدار القبلة؛ حيث تُعتبر هذه المئذنة واحدةً من أشهر بل وأجمل المآذن حول العالم؛ إذ تتكوّن من طبقات ثلاثة متدرجة، ذات شكل مربع، تعلوها قبة مميزة، هذا ويُقدّر ارتفاع هذه المئذنة بقرابة اثنين وثلاثين متراً تقريباً، كما أنّها تضمّ درجاً ضيّقاً داخلها.
أمّا فيما يتعلق بشكل البناء فهو يشبه شكل الحصن، أو القلعة؛ إذ يمتاز بجدرانه السميكة والكبيرة التي تحيط به، إلى جانب ذلك فللمسجد عدد من الأبواب المميزة، والقباب. أما من الداخل، فتوجد الزخارف الجميلة؛ وهذه اللمسات الجمالية قلَّ أن يتوفر عليها بناءٌ آخر، ومن هنا فقد استحقَّ هذا المسجد هذه المكانة التراثية المميزة.
المقالات المتعلقة بوصف موقع أثري في تونس