تُعتبر مدينة سوسة الواقعة في الدولة التونسيّة هي درّة المُدن الساحلية الواقعة على شاطئ البحر الأبيض المتوسّط، وجوهرة المدن التونسيّة بلا منازع، فقد حباها الخالق كلّ صنوف السحر والجمال، لتغدو أهمّ المدن في البلاد، وأكثرها استقطاباً للسيّاح؛ حيث يقصدها أكثرَ من مليون وربع المليون سائح على مدار العام، والمعروف عن هذه المدينة أنّ كلّ من يزورها مرةّ لا بدّ أن يعود لزيارتها مرات عديدة.
يعود بناء هذه المدينة إلى زمن الفينيقيين، الذين أسّسوا أركانها لتكون محطّة رسو لسفنهم، وذلك في عام ألف ومئة وواحد قبل الميلاد، مما يعني أنّها أقدم من مدينة قرطاج، وقد عُرفت مدينة سوسة بأكثر من اسم، منها مدينة هدروماتوم، وأيضاً مدينة جوستينا نسبةً للإمبراطور الروماني جوستنيان الذي حكمها، إضافةً إلى سوسة "المحروسة" حسب التسمية العربية والأمازيغية.
من أهمّ المناطق الأثريّة في هذه المدينة "الرباط"، و"الجامع الكبير"، و"المتحف الأثري" والذي يحتوي على مجموعةٍ لا يُستهان بها من اللوحات الفسيفسائيّة النفيسة، و"القلعة" الشهيرة بإطلالتها البحريّة، وتتبع لها عدة معتمديات منها: معتمديّة أكودة، وبوفيشة، ومعتمدية سيدي بو علي، والزاوية، والنفيضة، والقلعة الصغرى.
يُعدّ مناخ مدينة سوسة مُناخاً متوسّطياً معتدلاً، مصحوباً بنسماتٍ عليلة صيفاً، وأمطارها شتوية متوسطة الغزارة، أمّا سواحلها فإنها رملية، وأراضيها عبارة عن سهول تتميّز بارتفاعات قليلة وبعض التلال الصغيرة.
تتميّز مدينة سوسة بسواحلها ذات الإطلالات الرائعة على البحر الأبيض المتوسط، كما أنها تقسم لشطرين:
إنّ من أجمل المشاهد في سوسة الحدائق الغنّاء الحافلة بمختلف أنواع الورود، بالإضافة للغابات الكثيفة والبساتين الساحليّة التي تنتشر على طولها أشجار الزيتون والحمضيات، وتحتوي مدينة سوسة على العديد من الفنادق ذات الطراز الهندسيّ والمعماريّ العربيّ، والمنتزهات، والملاعب، وحمامات السباحة، والملاهي التي تمتزج فيها حياة الصخب الغربيّة بالفن التراثيّ التونسيّ.
تتميّز مدينة سوسة بأنّها لا تعرف النوم، ويقال بأنها الأخت التوأم لمدينة ميامي الأمريكيّة؛ حيث تُنظّم فيها العديد من الاحتفالات والمهرجانات الصيفيّة، كمهرجان أوسو ذي الشهرة العالميّة كونه من أقدم المهرجانات في التاريخ؛ حيث يعود تأسيسه لأكثر من ألفي عام، فهي تنافس كُبرى المدن الأوربية السياحيّة في جمالها.
المقالات المتعلقة بوصف جمال مدينة سوسة