وسائل النقل هي الوسائلُ التي يلجأ إليها الإنسان لنقلِ بضائعه وحاجاته من مكانٍ إلى آخر، وقد وجدت هذه الوسائل منذ آلاف السنين؛ وذلك لتلبية احتياجات الإنسان الضروريّة من مأكلٍ ومشربٍ بواسطة تنقّلاته بين الدول والبلدان لتبادلِ هذه الحاجات، وفي هذا المقال سوف نتناولُ الحديث عن وسائل النقل قديماً.
أهمية وسائل النقل تعدّ وسائل النقل الركيزة الأساسيّة التي قامت عليها العديد من الحضارات الإنسانيّة؛ وذلك لأهميّتها في ربط القرى والمدن المجاورة مع بعضها البعض، فبالتالي انتفاع الناس من بعضهم البعض في مجال الصناعة والتجارة وتبادل الثقافات، فدونَ وسائل المواصلات لا تكون هناك حياة ولا ترابط بين الناس.
وسائل نقل قديمة - اقتصرتْ وسائل المواصلات قديماً على جرّ البضائع بالحبال والمشي على الأقدام، وفي سنة 5 آلاف قبل الميلاد بدأ الإنسان باستخدام الحيوانات كالإبل والبقر والحمير لحمل الأغراض والتنقّل، وفي بداية 3 آلاف قبل الميلاد ظهرت في بلادِ الرافدين صناعة عربة خشبيّة ذات عجلات وجعلوها لخدمتهم في النقل البرّي، وخلال الفترة نفسها ظهر استخدام القوارب الشراعيّة، والتي استخدمت في النقل البحريّ.
- في بدايات القرن الرابع قبل الميلاد حتّى القرن الثالث الميلاديّ تمكّن الرومان من إنشاء أول شبكة موسّعة من الطرق المعبّدة؛ وذلك لتسهيل سير المركبات عليها، وفي القرن الثاني عشر بعد الميلاد تمكّنَ الأوربيّون من اختراع مركّبات كبيرة وفخمة يتمّ جرها بواسطة الخيول، ثمّ توالت الابتكارات والاختراعات في وسائل النقل والمواصلات حتّى القرن الخامس عشر الميلاديّ، حيث أجْريت التحسينات اللازمة في بناء السفن؛ لجعل الرحلات الطويلة ممكنة عبرَ البحار والمحيطات المختلفة. في القرن السابع عشر الميلادي افتتح في باريس أوّل خطّ عربات داخلَ المدينة.
- في القرن الثامن عشر اختُرع المحرّكُ البخاريّ، الأمر الذي أدّى إلى ظهور قطارات ومركبات تعملُ بالبخار وانتشارها في البلاد الأوروبيّة المتقدمة في ذلك الوقت، وفي أواخر القرن التاسع عشر اكتُشف الغاز الطبيعي والنفط وسُخّر في خدمة وسائل المواصلات المختلفة وتطويرها، وذلك من خلال بناء سفن ومركبات تعمل بواسطة محرّكات النفط.
ما زالتْ هذه الوسائل في تطوّرٍ متتالٍ يوماً بعدَ يوم، إلا أنّ المشكلة الكبرى هي أنّ الاستنزافَ المتزايد للنفط والبترول الذي يؤدّي إلى تهديد استمراريّة التطوّر في هذه الوسائل، لذلك لا بدّ بأنْ يسعى الإنسان من أجل الحلول البديلة كالطاقة الشمسيّة والنوويّة، كما تسببّت الزيادة والتطوّر في وسائل المواصلات إلى التلوث البيئي المتزايد، خاصّة تلوّث الغلاف الجويّ والهواء.