وسائل محاربة الرشوة

إنّ الرشوة من كبائر الذنوب المحرمة التي حرمها الإسلام، وهي تعني ما تم دفعه لتحقيق منفعة بالباطل من الأموال أو الأشياء المادية الأخرى، وتم تحريم الرشوة لأسباب كثيرة ففيها إبطال للحق وإظهار الباطل، وضياع حقوق الناس من الذين لهم سلطة أو نفوذ، وقضاء الحاجات على حساب الناس الضعفاء مادياً، وفيها التملص من أداء الواجب بإخلاص وضمير، وصدق.

مع الرشوة يعمّ الفساد بين العاملين وتضيع الواجبات، وتتفشى الرذائل والفواحش في المجتمع، كما ينتشر الظلم بين أفراده، حيث إنّ مال الرشوة مال حرام تم الحصول عليه بطريقة غير شرعيّة، كما تؤدي الرشوة إلى القضاء على الكفاءات في العمل والمجتمع، مما تعمّ الفوضى وينهار المجتمع في أي لحظة.

لعن الله تعالى أطراف الرشوة، الراشي، والمرتشي، والرائش، فالراشي هو الشخص الذي يقدم الرشوة، والمرتشي من أخذ الرشوة، والرائش هو الوسيط بين الراشي والمرتشي، وأيضاً قال الرسول عليه الصلاة والسلام عن الرشوة هي السحت: (لا يَدْخُلُ الجنةَ لحمٌ نبت من السُّحْتِ، وكلُّ لحمِ نبت من السُّحتِ؛ كانتِ النارُ أوْلَى به) [صحيح]، فالرشوة هي أكل الأموال بالباطل وهي ما نهى عنه الله تعالى في قوله: (وَلا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ) [البقرة: 188].

• معاقبة الراشي والمرتشي بأشد العقوبات حتى يكونوا عبرة لغيرهم، ويتعظوا عن أخذ الرشوات.
• نشر الوعي والتوعية منذ الصغر في المرء من خلال الابتعاد عن الرشوات لأنّها محرمة، وزرع الوازع الديني حتى يتكون الإيمان القوي والثابت، والابتعاد عن المحرمات، وذلك من خلال الأسرة، والمدرسة، والمسجد، فمع الوعي بتحريم الرشوة يستشعر المرء مراقبة الله تعالى له في كلّ خطوة يقوم بها.
• استشعار الدور الرقابي، والمساءلة القانونيّة؛ وذلك بسبب ردع العامل عن تلقي الرشوات، فبعد انكشاف العامل في جريمة الرشوة سيخسر عمله، ويتعرض للذل والنبذ من قِبل زملائه وأهله، لهذا لا بدّ من التعاون مع الأجهزة الأمنيّة، ومكافحة الفساد، بالإضافة إلى الرقابة والتفتيش.

قد يُلبس البعض مصطلحات مستعارة للرشوة مثل الهدية، والواسطة، وكلاهما فيهما استغلال للنفوذ بأخذ مبالغ مالية وأشياء أخرى لا يُحل أخذها، ومن الأمثلة على ذلك رشوة موظفي الحكومة لتيسير المعاملات المخالفة وانجازها، ورشوة القاضي للحكم على الجاني بالبراءة، وغيرها الكثير من الصور التي ضاعت معها الحقوق وطمست، وأموال أُكلت، ودماء ضُيعت، فلهذا على الشخص أن يبتعد عن شر الرشوة، حتى يحمي دينه، وماله، وأسرته، ومجتمعه من الضياع.