هل البكاء مفيد للطفل

لا تَدري بعضُ الأمّهات عادةً لماذا يبكي طفلُها الصّغير، ولكن ما يجعلُ من البُكاء أمراً جيّداً أنّها طريقة الطّفل في التّعبير عن نّفسه، كما أنّها تتماشى مع غريزة الأم وعطفها على طِفلها، فالبكاء هي طريقة للتعبير عن الحاجات، وطريقةٌ لتوطيد العلاقات بين الطّفل والأُم.

• أهميّة بُكاء الطّفل أوّل مرة: إنّ بُكاء الطّفل لأوّل مرة هو الصّوت الذي تنتظرُهُ الأُم بفارِغ الصّبر؛ فهذا الصّوت مؤشرٌ على قدوم الطفل إلى الحياة، كما أنّهُ يذكّر بدخولِك مرحلة جديدة من حياتِك، ويجعلك تشعُرين بالرّاحة لأنّه خرح حيّاً ومعافى من أحشاءِكِ، وبكاؤهُ أوّل مرّة يُساعدُهُ على التّنفّس، ويسمح للرئتين بالتوسّع لدخول الهواء إليهما، وهذا الأمر فقط يحدُث في المرّة الأولى التي يبكي فيها الطّفل، أمّا في المرّات الأخرى فعلى الأُم أن تخمّن السبب الحقيقيّ لبكاء الطّفل، والأمر الذي يحتاجُهُ للتّوقُّف عن البُكاء.
• يُساعد الطّفل على التّواصُل: عند غياب بُكاء الطّفل يستحيلُ على الأُمّ مَعرفة احتياجات طفلها، ويعود بُكاء الطّفل إلى العديد من الأسباب، وبمُختلف الطُّرق، وكُلّ طريقة تُعبّر عن سبب، وشدّة الانزعاج، أو عدم الرّاحة، فعندما يبكي الطّفل فربما يحتاج إلى الطّعام، أو يَحتاج لتغيير الحفّاض، أو ربّما يشعر بالحر، أو البرد، أو أنّهُ يريدُ لفت الانتباهِ فقط؛ ففي هذهِ الحالة بُكاؤهُ سيُخبرُكِ ما يُريدُه، فالبُكاء لغة الطّفل.
• يُساعِد على استقرار الحالة النّفسيّة للطّفل: عندما تُساعدي طفلك وتمنحينه السّكينة، وتوفّري لهُ ما يحتاجُه، فأنت بذلك ترسلين لهُ رسالة أنّك معهُ، وأنّهُ ليس وحيداً، وقد ينصحُك الكثيرون بتجاهُل الطّفل لتهذيبِهِ، ولكنّ الأطفال حديثو الوِلادة يحتاجون للإهتمام أكثر من حاجتِهِم للتّهذيب في الأشهُر الأولى من عُمُرهم، فالطّفل بحاجةٍ للشّعور بالأمان والاطمئنان، فعندما ينمو الطّفل في أحضان أمّه بوجود الحُب والرّعاية يجعلُ منهُ شخصاً أفضل، فتجاهُل الطّفل سيجعل منهُ هادئاً على غير العادة، وقد يؤثِّر ذلك سلباً على حالتِهِ النّفسيّة.
• يُساعد عضلات الطّفل على الامتداد: عند اقترابك من الطّفل يتسنّى لك رؤية حركة العضلات والتوائها في جميع أجزاء جسم الطّفل، وليس فقط في وجهِه، فهوُ بمثابة تمرينٍ بسيط لعضلات جسمه، فيقضي الطّفل وقتاً طويلاً دون الحركة، والبُكاء هو ما يُساعدُهُ على تحريك العضلات، ولكن لا يجدر بالأم ترك الطّفل يبكي لوقتٍ طويل.
• يُساعِد الطّفل على التّخلُّص من القلق العاطفيّ: إنّ للبُكاء والدُّموع مفعولٌ سحريّ في التّخلُّص من القلق، والحزن، والانزعاج، وينطبِق هذا الأمر على الأطفال حديثي الوِلادة أيضاً.