تعتبر قضية هروب الفتيات من القضاية الشائكة التي تدق ناقوس الخطر وتطلق السنة اللهب صوب الذين تلقى على عاتقهم هذه المسؤوليةالشائكة ذات الجذور المترنمة والتي بدأ يتسع نطاقها ليس فحسب على المجتمعات الغربية بل اجتاحت جوهر قيمنا الخالدة التي ترتكز لبناتها على مبدأ التحرر لا الاضمحلال والانفكاك الزائفين.
بدأت تظهر هذه الافة في الفترات الاخيرة من القرن العشرين, والتي اصبحت تسجل في هذه الاونة اعداد كبيرة, واصبحت تشغل فكر الكثير من الاسر في عالمنا العربي والاسلامي على حدا, ولربما يكون الاهل هم من ساهمو في انتشارها اما لقلة ادراك الاهل حجم هذه المشكلة او لاهمالهم وتسيبهم المضري كفرض عقوبات معينة عليهن دون سبب او كالضغط النفسي الناتج عن غياب مفهوم القناعة والرضى من قبل الوالدين, الذي خلق فجوة بين الاهل وهاؤلاء الفتيات.
ومن أسباب انتشار هذه الآفة, العلاقات الزائفة التي تقبل عليها الفتيات دون ادراك العقبات المترتبة لمثل هذه العلاقات, ومن المثير للجدل, أن فئة المراهقات تشمل حيز كبير من هذه الفئة.
وقد وضع احد الباحثين منهجا يقضي ب" ينبغي ان تبحث الفتاة الهاربة عن حل قبل اللجوء للهرب" وبتالي يحد من نسبة انتشار هذه الافة.
وقد سجلت الاحصائيات العامة في الدول العربية لارتفاع نسبة الفتيات الهاربات, والتي تصدرتها المملكة العربية السعودية التي سجلت منحنى خطير من الفتيات الهاربات وكذلك الحال بنسبة لغيرها من الدول مما يشير لاستفحال هذه المرض في جسد هذه الامة.
وعلينا ان لا نهمل دور المجتمع والتوتر النفسي والحروب والتسارع في الزمن واجتياح العولمة لمنظومتنا الفكرية وزيادة متطلبات الحياة في انتشار هذه المشكلة واتساع فجوتها, التي اكتست المجتمع العربي بثوب زائف غلب عليه التصنع.
وهنالك العديد من الحلول لهذه المشكلة كتحقيق مفهوم التضامن بين الاسر وازالة الحواجز بين الاهل والابناء وتجنب الاهانة والازدراء ومنحهم الاشباع العاطفي والرعاية خصوصا في مرحلة المراهقة.
المقالات المتعلقة بهروب الفتيات