صلح الحُديبيَة عندما سمع المشركون ببيعة الرضوان وتيقَّنوا أنَّ النبي صلى الله عليه وسلًم أراد القتال، بعثوا إليه سهيل بن عمرو في نفرٍ من رجالهم، وهو مشهورٌ بالحكمة السياسيّة والدّهاء، وقد علم الرسول أنَّ قريشاً تريد الصلح.
عندما بدأت المفاوضات بين النبي صلى الله عليه وسلّم والمشركين من أجل الصلح اتفقوا على بنودٍ واختلفوا على غيرها، ولكن في النهاية اتفقوا على عدة بنودٍ مشتركة، ومن هذه البنود:
- وَقْف الحرب فيما بينهم لمدة عشر سنوات ولا يعتدي أحدٌ على أحدٍ.
- كل من قدِم من أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلّم إلى مكة المكرمة للعمرة أو الحج فهو آمن، وكذلك كل من قدِم المدينة المنورة من قريش فهو آمن.
- من جاء لمحمد صلى الله عليه وسلّم من قريشٍ من دون إذن وليه فيرده إلى أهله، بينما من جاء من محمد صلى الله عليه وسلَم إلى قريش فلا يردونه.
- تحقيق الأمان وعدم الخيانة في ما بين جميع الأطراف، فلا تعرُّض لدمِ أو مالِ أي أحد.
- أن يرجِع محمد صلى الله عليه وسلَم وأصحابه في ذلك العام عن مكة ويأتون السنة التي تليها حجاجاً.
نتائِج صلح الحديبية
- الاعتراف بكيان الدولة الإسلاميّة، فالمعاهدة دائماً تنشأ بين كيانين نِدَّيْن لبعضهما البعض، في البداية كانت قريش تحارِب الدولة الإسلامية ولا تعترف بها كدولةٍ مستقلةٍ ولها شروطها وأحكامها، وإنما مع صلح الحديبيّة اعترفت قريش بالدولة الإسلاميّة، كما اعترفت القبائِل الأخرى بذلك أيضاً لأن القبائِل العربية كانت ترى بقريش الإمام والقدوة.
- تحقيق الرهبة والمهابة في قلوب الكافرين والمشركين، فمع صلح الحديبية أيقن المشركون أنّ الإسلام له الغلبة وأصبحوا يحسبون حساباً للمسلمين، مما أدى إلى دخول الكثير في الإسلام مثل خالد بن الوليد وعمرو بن العاص.
- فرصة لنشر الدين الإسلامي وتعريف الناس بتشريعاته وأحكامه، فكان صلح الحديبية بمثابة هدنةٍ وفترة راحةٍ ليتفرّغ المسلمون إلى نشر الإسلام، كما ساعد الرسول صلى الله عليه وسلّم على إرسال الرسائل إلى ملوك الفرس والروم والقبط لدعوتهم إلى الإسلام.
- توجه المسلمون إلى اليهود لإيقافهم والقضاء عليهم وتأديبهم وكل من عاونهم من القبائل، حيث إنّ المسلمين عندما أمنوا جانب قريش استطاعوا التركيز على اليهود.
- ميل حلفاء قريش إلى موقف المسلمين خلال فترة المفاوضات في الصلح، فمثلاً الحليس بن علقمة عندما رأى المسلمين يلبون رجع إلى أصحابه وقال لهم لقد رأيت البدن قد قلدت وأشعرت فما أرى أن يصّدوا عن البيت.
- أعطى الصلح المسلمين الوقت الكافي للتجهيز من أجل غزوة مؤتة.
- كان الصلح مقدمةً لفتح مكة المكرمة.