سليمان بن داوود بن إيشا بن عويد بن عابر، وينتهي نسبه إلى يهوذا بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم، ولا بدّ من الإشارة إلى أنّه أحد أنبياء بني إسرائيل، وقد منحه الله النبوّة، ووهبه ملكاً لم يهبه لأحدٍ من بعده، وأعطاه سلطاناً عظيماً، وقد ورد ذكره في القرآن الكريم في عدّة مواضع، وفي هذا المقال سنعرفكم عليه أكثر.
عدد المرات التي ذكر فيها في القرآن الكريمورد اسم سليمان عليه السلام في القرآن الكريم في سبع سورٍ، وفي ستّ عشرة آية، وقد كان هذا الذكر ملازماً للنعم المترادفة التي أنعم الله عليه وعلى أبيه داوود عليهما السلام، كما وورد فيها فضل الله العظيم عليه وعلى أبيه من قبله.
وراثة سليمان لداوود في النبوة والملكأورث الله النبيّ سليمان عليه السلام ملك أبيه ونبوته، وذلك تصديقاً لما ورد في قوله تعالى: (وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُدَ) [سورة النمل: 16]، ولا بدّ من الإشارة إلى أنّ ميراث الأنبياء لا يكون بالمال، وإنّما بالملك والنبوة؛ أي أن أموال الأنبياء لا تكون ميراثاً لمن بعدهم، وإنما تكون صدقةً من بعدهم.
صفات نبيّ الله سليمانكان سليمان عليه السلام جسيماً أبيضاً، ولا يلبس إلا الملابس البيضاء، وكان عمره 12 عاماً حينما ورث ملك أبيه داوود عليه السلام، إلّا أنه عرف بفطنته، وذكائه، وحسن سياسته وتدبيره، وعدله في القضاء رغم صغر سنه، ولا بدّ من الإشارة إلى أن أباه داوود عليه السلام كان يستشيره أيام ملكه لما عنده من حكمة وفطنة، فقد كان يوفّق إلى الحكم الأقوم عليه السلام، وقد ورد ذلك في قوله تعالى: (وَدَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ *فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْماً وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُدَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فَاعِلِينَ) [سورة الأنبياء: 78-79]، حيث إن النبيّ سليمان عليه السلام قد أفتى في قصّة الحرث والزرع والغنم التي رعت فيه ليلاً بوجهٍ مختلفٍ عن الوجه الذي أفتى فيه والده داوود عليه السلام، حيث رأى أن تدفع الأغنام التي رعت الزرع إلى أهل الحرث فينتفعون من أولادها، وألبانها، وأشعارها، ويدفع الحرث إلى أهل الغن فيقومون عليه ويصلحونه حتى يعود كما كان، ثم يعود الغنم لأهله، ويعود الحرث لأهله، في حين أن داوود عليه السلام حكم بالغنم إلى صاحب الزرع تعويضاً له عن حرثه الذي أتلفته الغنم ليلاً، ولا بد من الإشارة إلى أن حكم سليمان عليه السلام أضمن للحق، وأقرب للصواب.
سياسة سليمان عليه السلام وبناؤه لبيت المقدسبنى سليمان عليه السلام بيت المقدس وأقام السور حوله تنفيذاً لوصية أبيه داوود عليه السلام، وذلك بعد توليه الحكم بأربع سنوات، ولا بدّ من الإشارة إلى أنّه بنى الهيكل أي القصر الملكي بعد بنائه بيت المقدس، حيث أتمّ بناءه في ثلاثة عشر عاماً، كما كان يهتم بالإصلاح والعمران اهتماماً عظيماً، كما وكان له أسطولٌ بحري فيه عدد كبير من الخيل التي يعتني بها ويروضها ويعدها من أجل الجهاد في سبيل الله، وكانت له مجموعة كبيرة من السراري والنساء الحرائر، إذ لم يكن هناك تحديد لعدد الزوجات في شريعته.
نعم الله تعالى على سليمان عليه السلامالمقالات المتعلقة بنبي الله سليمان