عمل المرأة يثار الجدل كثيرًا بين الحين والآخر حول موضوع عمل المرأة في المجتمع، إذ نرى النّاس حياله ينقسمون إلى فريقين، فريق يؤيّد عمل المرأة في المجتمع بدون ضوابط أو حدود، وفريق آخر يرى جواز عمل المرأة بشروط وضوابط معيّنة، فما هي أهميّة عمل المرأة في المجتمع؟، وما هي ضوابط عملها؟.
أهميّة دور المرأة في المجتمع لا شكّ بأنّ الشّرائع السّماويّة وعلى رأسها الإسلام كرّمت المرأة أيّما تكريم، ونظرت إليها على أنّها نصف المجتمع وشريكة الرجل في تحمّل مسؤوليّات الحياة وواجباتها، وقد جاء الخطاب الإلهي في التّكاليف الشرعيّة موجهًا للمؤمنين رجالًا ونساءً، كما كان الجزاء والثواب مترتبًا للجنسين مقابل ما يعملونه من خير ومعروف في الدّنيا، وانطلاقًا من ذلك فإنّ المرأة تعمل في المجتمع لأنّها جزء مهم فيه، وعنصر فاعل لا غنى عنه إذ إنّ لها صفات مميزة، مثل الحنان، والعطف، وغريزة الأمومة، وهي صفات تتغلّب فيها على الرجل، ويكون تسخير هذه الصفات في خدمة المجتمع من أفضل الأعمال وأنبلها.
ضوابط عمل المرأة في المجتمع - ضرورة التزام المرأة عند خروجها باللّباس الشّرعي الذي فرضه الله عليها، إذ إنّ الله سبحانه وتعالى فرض الحجاب الشّرعي على المرأة كي يحفظها من ألسنة النّاس ونظراتهم، ويدرء الفتنة عن المجتمع، وبالتّالي فينبغي على المرأة أن تكون على الصّورة التي ارتضاها الله لها في عملها، من دون ابتذال أو كشف للعورات، ودون أن تضع الطيب الذي يشتم رائحته الرجال.
- تجنّب المرأة العمل في الأماكن التي تبيع المحرّمات أو تشجّع على الفاحشة والرّذيلة، حيث إنّ هذه الأماكن حرّمت على الرّجال والنّساء معاً.
- حرص المرأة على العمل في الأماكن التي تتناسب مع أنوثتها، فهناك أعمال ومهام كثيرة في المجتمع لا تتناسب مع أنوثة المرأة وصفاتها الخُلقيّة والخَلقيّة، لما قد تتطلّبه تلك الأعمال من جهد بدني أو غير ذلك.
- اجتناب المرأة في عملها الاختلاط غير الضروري مع الرّجل، إذ يسبب الاختلاط الخالي من الضوابط الشرعيّة بين المرأة والرّجل مفاسد، وفتن، ومشاكل لا يحمد عقباها.
- تضمّن العمل الذي تعمله المرأة رسالة تخدم المجتمع، وهدفاً نبيلاً يرتقي بها ويحقّق لها ذاتها، ومثال على ذلك عملها في سلك التّعليم الذي يتضمّن رسالة عظيمة، وهي تربية الأجيال وتعليمهم ما ينفعهم، وكذلك مهنة التّطبيب والتّمريض التي تزيل أوجاع النّاس وتخففها، وغير ذلك من الكثير من الأعمال التي يكون لها هدف سامٍ، وغاية نبيلة.