فقهاء المدينة السبعة من هم فقهاء المدينة السبعة؟ سؤال يرواد الكثير على الرّغم من كثرة الروايات في أسمائهم وتعريفهم. بداية هؤلاء الفقهاء هم تابعون، وأعني بالتابعين في الشريعة الإسلاميّة هم الفقهاء والعلماء المسلمون الذين لم يعاصروا الرسول محمد صلّى الله عليه وسلّم، وإنّما عاشوا في العصور التي تليه وفاته مباشرة، أي في القرنين الأوّل والثاني الهجريّ، وقد يكونوا قد عاشوا في زمانه لكنّهم لم يروه صلوات الله عليه، والتابعون هم من كان لهم دور كبير في الدين الإسلاميّ ووضع أسسه وتعلّم الحديث، وهم الجيل الثاني الذي يلي الصحابة الكرام وقد تعلّموا وتتلمذوا على أيديهم، أمّا فيما يخصّ فقهاء المدينة السبعة فإنّه قد تمّ ذكر أسمائهم في هذين البيتين، يقول الشاعر:
إذا قيل من في العلم سبعة أبحر
روايتهم ليست عن العلم خارجه
فقل هم: عبيد الله، عروة، قاسم
سعيد، أبو بكر، سليمان، خارجة
هؤلاء الفقهاء السبعة هن أهل العلم والفتوى في المدينة المنوّرة، والذين اتخذهم الخليفة الراشديّ الخامس عمر بن عبد العزيز مستشارين له في كلّ ما يعرض عليه من أمور المسلمين ومشاكلهم خلال فترة حكمه وعندما كان والياً على المدينة المنوّرة أيضاً، وقد أجمع الغالبية على أنّ هؤلاء الفقهاء هم:
- الصحابي الجليل عروة بن الزبير: هو الصحابي الجليل عروة الأسديّ القرشيّ، وقد ولد في خلافة الفاروق عمر بن الخطّاب، والده الزبير بن العوّام أحد حواري الرسول صلّى الله عليه وسلّم، وقد كان من أهل المدينة. خالته السيدة أمّ المؤمنين عائشة بنت أبي بكر الصدّيق، وقد تتلمذ على يدها، وكان أحد أهمّ علماء مدرسة الحجاز، أو المدينة.
- الفقيه سعيد بن المسيب: وقد كان من كبارعلماء الحديث والفقه في المدينة، وهو سيّد فقهاء المدينة والتابعين كلّهم، وقد كان أعلمهم في قضايا الرسول والخلفاء، وقد استطاع أن يجمع بين الحديث والفقه، وهو يعتبر زعيم مدرسة الحديث، لعلمه الكبير والواسع بالأحاديث النبويّ الشريفة، وله الكثير من التلاميذ النوابغ الذي برزوا فيما بعد ذلك.
- الفقيه لقاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق: عمته أمّ المؤمنين عائشة - رضي الله عنها وأرضاها - وهو حفيد الصدّيق أبو بكر، وقد ربته عمته بعد وفاة والديه وتتلمذ على يدها وعلمته من علوم القرآن واللغة العربية والحديث وأمور الدين كله.
- الفقيه خارجة بن زيد بن أبي زهير: وهو ابن الصحابي الجليل زيد بن ثابت -رضي الله عنه -، وهو صحابي أنصاريّ خزرجيّ، وقد كان ممّن شهد غزوة بدر وأبلى فيها حسناً، كما وقد شهد غزوة أحد أيضاً، وقد عاش ليشهد عهد خلافة الخليفة الراشديّ عثمان بن عفّان، وله دور خاص في قضايا المواريث.
- الفقيه عبيد الله بن عبد الله بن عتبة: هو عالم جليل كان أستاذاً ومعلمّاً للخليفة عمر بن عبد العزيز، وقد كان حينذاك أيضاً مفتي المدينة، وهم عالم ثقة، ومن أهمّ علماء التابعين.
- الفقيه أبو بكر بن عبد الرحمن: هو أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام بن المغيرة، وهو قرشيّ أحد علماء المدينة المنوّرة، وقد لقّب بـ راهب قريش، وقد معروفاُ بقدرته على استنباط أحكام فقهيّة من نصوص الأحاديث والقرآن الكريم، وقد كان كفيفاً.
- الفقيه سليمان بن يسار: وهو أبو أيّوب، ومولى أمّ المؤمنين ميمونة بنت الحارث - رضي الله عنها-، وقد كان عالماً فقيهاً زاهداً وثقة، وكان سعيد بن المسيّب يعود إليه في أمور الكثير من الدين عندما تواجهه مشاكل في الفتوى وما إلى ذلك وما يعرض عليه من أمور الدين الأخرى.