يثير موضوع ملك اليمين والسّبايا في الإسلام جدلًا كبيراً لدى كثيرٍ من الأشخاص وتحديداً لمن تتاح الفرصة لهم بين الفينة والأخرى للهجوم على الإسلام وشريعته الرّبانيّة، والحقيقة أنّه لا توجد شريعة على وجه الأرض أعطت للأنسان كرامته وحرّيته كما فعلت الدّيانة الإسلاميّة والشّريعة الرّبانيّة عمومًا، فقد أكدّت الشّريعة على حريّة الإنسان منذ خلقه إلى مماته لا ينزعها منه أحد من النّاس، وكما بيّن سيّدنا عمر بن الخطّاب ذلك بقولته الشّهيرة (متى استعبدتم النّاس وقد ولدتهم أمّهاتهم أحرارا)، فالأصل في الإنسان أنّه حر في ماله واختياراته وسائر شؤون حياته.
وبسبب أنّ الدّعوة الإسلاميّة إنّما جاءت للبشريّة كافّة، وبسبب عالميّة الدّعوة وأّنّ النّبي محمّد عليه الصّلاة والسّلام قد جاء رسولًا لكلّ النّاس، فهذا الأمر قد اقتضى أن تصل رسالة الإسلام لكل النّاس وبالتّالي من وقف مانعًا وحاجزًا عن وصول رسالة الإسلام إلى النّاس فإنّه يحارب بالقوّة ومن أراد المهادنة كان له ذلك شرط أن يدفع الجزية مقابل بقاؤه على ما هو عليه، فالإسلام مبني على الغايات النّبيلة والأهداف السّامية وليس المصالح الضيّقة والأهداف الماديّة التي بنيت عليها كثيرٌ من الحضارات التي بادت ومضت غير مؤسوف عليها في التّاريخ، فغاية الإسلام الكبرى هي نجاة البشر ووضعهم على الطّريق المستقيم والقارب الآمن المتين القادر على إيصالهم إلى برّ الأمان .
وقد حصلت معارك بين جيوش المسلمين والكفار عبر التّاريخ، منها ماكان جهاد دفع يدفع فيه المسلمون الأذى والعدوان عن نفسهم أو لتحرير بلدٍ مسلم، ومنها ما كان جهاد طلب وهو جهاد الجيوش الإسلاميّة في فتح الأمصار والبلدان لنشر دين الله تعالى، وقد وقف عددٌ من زعامات الكفار حاجزاً في وجه الدّعوة الإسلاميّة أن تصل لشعبه وأبى أن يهادن المسلمين مقابل دفع الجزية فقاتل المسلمين فانتصر عليه المسلمون، وقد كان ضمن الغنائم التي غنمها المسلمون نساء الكفار التي يطلق عليهم السّبايا، فمن هنّ السّبايا ؟.
السّبية تُطلق على الأسيرة التي تمّ أسرها في أرض المعركة بقتالٍ أو بدون قتال، فإذا قاتلت مع الرّجال جاز للإمام أن يقتلها، أو يسترّقها، أو تفدي نفسها، ومن لم تقاتل لا يجوز قتلها وإنّما تسترقّ وتصبح من ضمن السّبايا، والسّبايا هنّ ملك اليمين، فمن وقعت في سهمه سبيّه أصبحت ملك يمينه جاز له الاستمتاع بها دون غيره من الرّجال.
وقد أمر الإسلام بإكرام السّبايا والرّفق في معاملتهن كسائر البشر، وتوجد كثيرٌ من الكفّارات التي جعلت من أجل تحرير من يسترقّ من النّساء والرّجال، كما يستطيع العبد أو الأمة أن يكاتب سيده أي يتفق معه على دفع مال مقابل فداءه، إلى جانب أنّ هناك مصرفاً من مصارف الزّكاة لتحرير الرّقاب، وهكذا يتبين أنّ الإسلام قد ضيّق الرّق إلى أبعد الحدود وجعله محصورًا في أرض المعركة ولعارض وليس لغايةٍ أو هدفٍ مادي.
المقالات المتعلقة بمن هم السبايا