هو العلم الذي يُعتمد عليه في معرفة صحة أوزان الشعر العربيّ؛ للتمييز بين الصحيح منها، والفاسد، والذي يحتوي على علل وزحافات، ويُعرف علم العروض بأسماءَ أخرى منها علم أوزان الشعر الموافق أشعارَ العرب، وعلم معرفة أوزان الشعر العربيّ، وقد استنبط هذا العلم الخليل بن أحمد الفراهيدي البصري، والذي سنتحدّث عنه فيما يلي بشيءٍ من التفصيل.
اسمه الخليل بن أحمد بن عمرو بن تميم الفراهيدي الأزدي اليحمدي، يُلقب بأبي عبد الرحمن، وهو من كبار أئمة اللغة وكذلك الأدب، فوضع علم العروض مستنبطاً إياه من الموسيقى التي كان على معرفةٍ بها، وقد درس الفراهيدي لدى عبد الله بن أبي إسحاق الحضرمي، الذي كان أستاذاً في النحو لسيبويه.
وُلد الخليل في عُمان، وتوفّي في البصرة العراقيّة، وعاش طيلة حياته فقيراً وصابراً، وكان شاحب اللون، واشعث الرأس، وثيابه ممزقة، وتلقّى الفراهيدي العلم على يدي مجموعة مميّزة من العلماء ذوي الشأن الكبير في اللغة العربية، أبرزهم سيبويه، والأصمعي، والنضر بن شميل، ووهب بن جرير، والكسائي، والليث بن المظفر الكناني، وغالب القطان، والعوام بن حوشب، إضافةً لعبد الله بن أبي اسحاق.
الفراهيدي عربيّ الأصل حيث يرحع نسبه إلى فراهيد بن شبابه بن مالك بن فهم بن غنم بن دوس بن عدثان بن عبد الله بن زهران بن كعب بن الحارث بن كعب بن عبد الله بن مالك بن نصر بن الأزد بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان من الأزد، وقد وُلد في عُمان في العام 718م، وانتقل منها إلى البصرة في العراق وهو صغير، وهناك بدأ بتلقي العلوم على يدّ علمائها كعيسى بن عمر الثقفي، وعمرو بن العلاء.
لقد خطرت بباله فكرة وضع علم العروض بينما كا يتمشى في سوق الصفارين، حيث سمع لدقدقة مطارقهم صوت ونغم مميّز، وبعد ذلك اعتاد أن يذهب لبيته ويتدلّى في بئر ويُصدر أصواتاً ذات نغماتٍ مختلفة؛ ليحدّد النغم الملائم لكل قصيدة، ومن ثمّ عكف الفراهيدي على قراءة أشعار الغرب، وبدأ بدراسة النظم والإيقاع، ورتب الأشعار كلاً حسب نغمته، وجمّع المتشابهة منها في مجموعة.
تمكن من ضبط أوزان خمسة عشر بحراً، يعتمد عليها النُظم حتى يومنا هذا، وتتضمن البحر الطويل، والبحر المديد، والبحر البسيط، والتي تعرف بالممتزجة، والسباعيّة التي تتضمن البحر الوافر، والهزج، والكامل، والرمل، والرجز، والسريع، والخفيف، والمنسرح، والمقتضب، والمضارع، وأخيراً الخماسيين الذي يشمل على البحر المتقارب، والمتدارك الذي وضعه تلميذ سيبوبه الأخفض الأوسط.
خلّف الفراهيدي الكثير من الكتب المهمة، أبرزها:
المقالات المتعلقة بمن مؤلف علم العروض